الذين تعاونوا معهم. ومن الجوانب المثيرة للاهتمام في هذا النظام أنه كان يُســتخدم كآلية ضد المعارضين للنظام الجديد من خلال إبقاء التحالف متماسكًا ضدهم. بعد ذلك، جرت تعديلات على النظام الإداري من خلال إضافة ســبعة أقســام إدارية، منها: الشؤون الداخلية والشؤون الخارجية والجيش والبحرية والشؤون المالية والعدل وقســم يعنى ببقية المؤسســات، وبعد ذلك اُنشــيء مكتب الرئاسة الذي كان الغرض منه ممارسة الرقابة على البقية، وكان أعضاء هذه المكاتب يؤلّفون بمجموعهم مجلس دولة بيديه السلطات التشريعية والتنفيذية بل حتى القضائية التي كانت الإدارة . كل من هذه الدوائر يرأســها اثنان إلى خمسة من كبار ((( تمارســها في مكتب العدل المستشــارين، وكل منهم لديه نفس العنوان الوظيفي وســلطة متساوية، هذا التساوي ســيؤدي فيما بعد إلى تعزيز نزعة الاســتقلالية التنظيمية التي تعد من أهم الســمات الراســخة ومارست من خلالها القدرة على صنع السياسات وتنفيذها، واستقرت هذه وكذلك 1889 الاســتقلالية من خلال تأكيد المسؤولية الفردية للوزارة في دستور عام القوانيــن التنظيمية الصارمة التي ســارت عليها، منها: نظــام التعيين والترقية والمهنة والقواعــد الداخلية، والتي اشــترطت تــدرج الموظفين إداريّا لا سياســيّا، مما جعل ولاءهم للخدمة قويّا، فضً عن تركز الخبرة والمعلومات مما أسهم في القدرة على . ((( اختيار أفضلياتهم في السياسة العامة وتنفيذها مقارنة بالسياسيين اصطدمت استقلالية الوزارات هذه فيما بعد بمحاولات تغلغل الجيش في الخدمة المدنية، وعند إخفاقه ســعى العسكر للتحالف مع الإداريين لتلبية طموحات التوسع، وفعً تم التعاون فيما بينهم في وضع خطة لبناء هيكل حكومي فاعل للإيفاء بمتطلبات المرحلة الجديدة، فأُنشــئت هيئات تنســيق عليا، مثل: مكتب شؤون منشوريا ومكتب تحقيقات مجلس الوزراء ومجلس التخطيط، يجتمع فيه رجال الجيش والبيروقراطيون لتجاوز عقبة اســتقلالية الوزارات. وهكذا، نمــت بيروقراطية اقتصادية جديدة مجهزة بالقوانين؛ بهدف السيطرة على الإنتاج والتجارة وكانوا يحاولون بناء دولة شمولية لتحل . بعد اندلاع الحرب مع الصين ((( محــل البنية المجزأة الموروثة منذ بداية عهد ميجي Beasley,” Meiji political institution”, 625. ((( Hori, The Changing Japanese, 16-18. ((( J. Fulcher,” The Bureaucratization of the State and the Rise of Japan”, The British )3( ((( .Journal of Sociology, vol. 39, no. 2, (Jun. 1988): 243
19
Made with FlippingBook Online newsletter