تنظيم "الدولة الإسلامية": النشأة والتأثير والمستقبل

ظة بزوغ تنظيم  وهي " الدولة الإسلامية " (داعش). هذه هي إذن مفارقة ظهور سياق الربيع العر  ) (داعش بلي،  والي تمث ً ا فجا ا ل تعبير مل في .  عن خيبة ا (داعش): دولة ضد الدولة يبدو جليا ا أن تنظيم " الدولة الإسلامية " (داعش) يناصب الدوللة القوميلة ديثة العداء، إن يسع  ا ، وفق تصور إمبراطوري لبسللام ، إزاللة الدوللة إ ُ الق  طرية الي تشك  قبة الاستعمارية، لتحل  لت عقب ا لافلة الإسللامية  دولة ا ُ لها. ولكن ما هو ك  ن تنظيم " الدولة الإسلامية " (داعش)؟ هل ننظر إلي كحركة ثورية

وج الإمبريالية الغربية، أم حركة اجتماعية إسلامية أصولية؟ لعلل  أخيرة نسب لفهم (داعش) هي أن ننظر إليها كدولة حديثلة؛ إن (داعلش)  المقاربة ا ديثلة، أي الدوللة  تتوافر بصورة مدهشة عل البنية الي تنهض عليها الدولة ا ً بوصفها "ليفياثان" أو "إله المميت ا " بتعبير ه وبز ( 1 ) ق  تكر ا  ميع، و ضع ل ا  ، استخدام العنف بصورة مطلقة. تلك هلي المفارقلة إذن؛ تنظليم  " الدوللة الإسلامية " (داعش) ال يي ذ ِّ قد ٍّ م نفس كضد جوهره دوللة  ديثة، هو  للدولة ا بل ه ، حديثة ي و أبشلع صلورها الدوللة  ديثة  مر الدولة ا  واقع ا  تمثل التوتاليتار ية / الكليانية ؛ ليلها للظاهرة التوتاليتارية، ترى حنا أرندت أن معمار  ففي ية، سلة قمع، وجهاز  النظام التوتاليتاري يتكون من الآتي كاريزم، أيديولوجيا تار بروباجندا ( 2 ) ، لقد خص نصها الكلاسيكي هذا ثلاثة نماذج توتاليتارية  ت أرندت بالدراسة الفاشية والنازية وا لستالي ية. ن ُ ك  اا، أننا لو تدبرنا  وا ْ ن تنظيم " الدولة الإسلامية " (داعش) وممارسات ، ي سنجد أن توافر عل مكونات هذا المعمار ؛ فتنظيم " الدولة الإسلامية " (داعلش) ً مل تصور  أيديولوجيا يتب قيقل . إنهلا  ا ما لمسار التاريخ، يعمل هو علل ( 1 ) راجع هوبز ، توماس، ليفياثان ، ت ديانا حر وبشرى صعب، ( كلمة للنشلر ودار الفارابلي، أبو ظبلي، 3111 .) ( 2 ) راجع أرندت ، حنا، س التوتاليتارية ُ س ُ أ ، ت أنطوان أبو زيد، دا( ر الساقي ، لنلدن، 1332 .)

009

Made with FlippingBook Online newsletter