وإذا كا ن التهديد في مفهومه الاستراتيجي يعﲏ وجود تعارض بين المصااﱀ والغايات القومية يصل إﱃ مرحل ة يتعذﱠ ر معها إﳚاد حل سلمي يوفر للدولة اﳊاد الأد من أمنها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والعسكري، مع عدم قادرة الدولة على مواجهة الضغوط اﳋارجية، مما قد يدفع الأطرا ف المتصارعة أو أ حدها ِّ إﱃ اللجوء لاستخدام القوه المسلحة معر ً ضا أ من جميع الأطراف الأخرى للخطر ( 1 ) ، فإ ن دوا ﳎلس التعاون اﳋليج ي اليوم تتعرض لتهديدات أمنيا ة متنوعاة وعلاى مستويات ﳐتلفة، ولذلك ف إن أية معاﳉة موضوعي ة لمعضلة الأمن في دوا المج لاس ﳚب أ ن تنطلق من رؤية شاملة ً وفق ا لمنظور الأمن الشامل، وتستجيب لمعطياات النظرية الليبرالية ﲝيث لا يتم اختزاا مفهوم الأمن أ ُ و معاﳉته في الب عد العساكري فقط، وإنما يتم أ خذ كافة الأ بعاد ذات الصلة بمفهوم الأمن، كالقضايا السياساية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية والدفاعية ( 2 ) . إن ه ذه النظرة الشاملة لأمن اﳋليج تعﲏ تأمين دوا اﳋليج العر باي من خلاا النظر في جميع التهديدات الﱵ تواجهها في الداخل واﳋارج، وحماية مصاﳊها اﳊيوية، وإﳚاد الظروف والأوضاع الملائمة لتحقيق أهدافها في الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمﲏ والتماسك الاجتماعي وا لتنمية الشاملة.
( 1 ) الهواري، التهديدات الأمنية لدول ﳎلس التعاون اﳋليجي ، ص 4 . ( 2 ) مارتن، ليون جي، " آ فاق جديدة للأمن القومي في الشرق الأوسط"، شؤون خليجية ، (العدد 14 ، مارس / آذار 1000 )، ص 90 - 91 .
18
Made with FlippingBook Online newsletter