الأمن الخليجي: مصادر التهديد واستراتيجية الحماية

والصديقة، فواشنطن اليوم تقرر أ من هذا النظام، وتدافع عن حقوقها ومصااﳊها، وتنفذ ما تريد دون الرجوع إﱃ اﳊلفاء أو الأصدقاء ( 1 ) . أصبحت الولايات المتحدة من خلاا السياسات الﱵ اتبعتها بعد حر اﳋلايج الثانية عام 1991 ؛ الﱵ عززتها بعد أحداث 11 من سبتمبر / أيلوا بواسطة سلو المنطق الأحادي المنفرد ، هي القوة الوحيدة والمسيطرة، وتدير الشأن اﳋليجي وكأناه شا أن أميركي، وبلغ الأمر أعلى مستوياته باحتلاا العراق وإدارته إدارة مدنية وعساكرية؛ ولكن كل ذلك لم ً ﳚعل النظام الإقليمي اﳋليجي أكثر أمن ً ا واستقرار ا؛ إذ تشير ﲡرباة العشرين سنة الماضية إﱃ أ ن الأزمات والتوترات ما زالت تتصاعد وتتفااقم بسابب السياسة الأميركية في المنطقة؛ فكلما اقتربت واشنطن من النظام الإقليماي اﳋليجاي ً ازداد توتر ً ا وتأزم ا، وكلما حاولت التحك م بمجريات الأمور فياه والسايطرة علاى مقدراته فقدت دوله الإحساس بالأمن والاستقرار؛ ولذلك ف إ ن الولايات المتحدة تمثل اﳋطر الأكبر على أ ً من اﳋليج، وتشكل واحد ا من العوامل الأساساية ﳊالاة عادم الاستقرار فيه، وبالتاﱄ ف إن الوجود العسكري الأميركي الضخم في اﳋليج سيزيد مان العبء الاستراتيجي على هذا اﳉزء اﳊيوي من الوطن العرب اي ( 2 ) . لقد أصبح الوجود الأميركي هو السمة الأبرز في المرحلة الراهنة من التااريخ المعاصر لمنطقة اﳋليج؛  الﱵ تعد ً الأكثر إنفاق ا على شراء السلاح والأكثر عسكر ة في  العالم، وتضم ً عددا أكبر من القوات الأ جنبية، وتشهد أكبر عدد من المناورات البرية والبحرية، وفيها أكبر عدد من القواعد ومستودعات الذخيرة، كما أن عدد السافن اﳊربية الموجودة في المنطقة يوازي عدد السفن البرية الموجودة في موان ئ دوا اﳋليج، وهي من أكبر الموانئ على الصعيد العالمي، كما أن عدد الطائرات ا لعساكرية الاﱵ ﲢلﱢ ق في أجواء المنطقة قد يوازي عدد الطائرات المدنية القادمة والمغادرة من مطاراته الﱵ  تعد ا في منطقة الشرق الأوسط وشماا إفريقيا ً الأكثر نشاط ( 3 ) . ( 1 ) تود، إيمانويل، ما بعد الإمبراطورية دراسة في تفكك النظام الأمريكي (دار السااقي، بيروت، 1001 )، ص 11 . ( 2 ) عبد اﳋالق، النظام الإ ق ليمي اﳋليجي ، ص 31 . ( 3 ) كوبر، جستين، "القواعد العسكرية الأمريكية ومستقبلها في الشرق الأوسط"، الدفاع اﳋليجي ، (العدد 34 ، 1009 )، ص 19 .

80

Made with FlippingBook Online newsletter