كتاب التحول المعرفي / فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود

الحرس الوطني

27

: “يــا ســيدي، أنــا أصبحــت ً للحــرس الوطنــي، واعتــرض طريقــه قائــا طــرد مــن ُ نفجونــي“، أي أنــه كان ي ً كأرنــب الرحيــل كلمــا طرقــت بابــا الجهـات المسـؤولة، فأمـر سـمو الرئيـس بقبولـه بعدمـا سـمعه يقـول: “سـيدي أود أن أتعلـم وأن يكـون لي دخـل أصـرف منـه عـى والدتـي. ننــي”. وأخبرنــي ّ والحــرس الوطنــي هــو مــا ســيحقق أمنياتــي ويمك هـذا الصديـق أنـه قضـى سـنوات في خيمـة يتعلـم الكتابـة عـى ضـوء فانـوس، ويسـتعمل مكحلـة والدتـه للكتابـة إلى أن أكمـل دراسـته وهـو عـى رأس العمـل، والتحـق بالكليـة العسـكرية، ومـن ثـم بـدورة أركان في الولايــات المتحــدة الأمريكيــة. فهكــذا يتــم بنــاء الإنســان: بمنحــه الثقــة ومســاعدته عــى تطويــر نفســه وخدمــة وطنــه إلى أن يتقاعــد. وهــذا مــا كان في أســاس بنــاء في مركــز ً الحــرس الوطنــي وتطويــره في القطــاع الغربــي، وخصوصــا التدريـب، وكذلـك في تأسـيس القـوات الخاصـة ومكافحـة الشـغب في الطائـف. وهنـا لا بـد مـن ذكـر دور اللـواء متعـب بـن طافـور وعـدد مـن الزمـاء في وضـع تصـور تطويـري وواقعـي خـال عملنـا عـى محـاكاة الواقــع والحاجــة، واتصالنــا بدولــة جنــوب أفريقيــا بحكــم تجربتهــا المتطــورة في مكافحــة الشــغب؛ إذ تتعامــل أجهزتهــا الأمنيــة مــع فئــات مــن النــاس مماثلــة للغالبيــة التــي نواجههــا في موســم الحــج، الذي ـن يمثل ـون الأكثري ـة الت ـي تتعام ـل معه ـا جن ـوب أفريقي ـا، وهـذا مــا سيســاعدنا عــى فهــم مــن تواجههــم قواتنــا الخاصــة، وســيدعم جهوزيتنـا وفهمنـا للتعامـل مـع الأحـداث التـي قـد تواجهنـا. ولا أنسـى له قبـل أن يشـغلك”. كذلـك، لـن أنسـى ّ مقولتـه: “أشـغل العسـكري وشـغ بعـد ً تكـرم الملـك عبـد اللـه عندمـا افتتـح مركـز التدريـب، بمنحـه وسـاما تقاعـده إثـر إصابتـه بجلطـة دماغيـة وهـو عل الكرسـي المتحـرك، وهو يداعبــه ويذكــره “بأرنــب الرحيــل”. هــذا هــو الحــرس الوطنــي، وهــذا

مؤسـس الحـرس الوطنـي الحديـث عبداللـه بـن عبدالعزيـز -يرحمـه اللـه

بواسع رحمته-.

Made with FlippingBook - professional solution for displaying marketing and sales documents online