كتاب التحول المعرفي / فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود

رئاسة الاستخبارات العامة

35

ســاقني القــدر إلى المرحلــة الثانيــة مــن خدمتــي لبــادي في مؤسســة حساســة ومهمــة، ألا وهــي رئاســة الاســتخبارات م، حيــن التحقــت بهــذه 2 0 0 4 العامــة. وكان ذلــك عــام لرئيـس الاسـتخبارات آنـذاك صاحب السـمو ً المؤسسـة مسـاعدا الملكــي الأميــر نــواف بــن عبدالعزيــز -يرحمــه لله- بواســع رحمتـه وغفرانـه. وكانـت أولى المهـام التـي اسـتأذنته للقيـام بهـا بعـد تعـرفي عـى مـا ي ـدور في الرئاسـة، هـي الب ـدء ببن ـاء اسـتراتيجية الرئاسـة. وكانـت تلـك رحلـة مهمـة تعرفـت فيهـا عـن قـرب عـى الزمـاء وعـى مـا ي ـدور في الإدارات المختلفـة. بمجموعـة ً مـا ّ فقـد شـكلنا فريـق عمـل استشـاري مـن خـارج الرئاسـة مدع مــن منســوبي الرئاســة. وبدأنــا العمــل بأســلوب علمــي وبمنهجيــة واضحــة عــى تحديــد الأهــداف والوصــول إلى الهيكلــة المناســبة لتحقيقهـا. وتعلمـت الكثيـر مـن هـذه التجربـة عـى أرض الواقـع. ومـن أهـم الأمـور التـي تعاملـت معهـا كان بنـاء الثقـة في الفريـق، إذ كانـت حساسـية التعام ـل في جه ـاز اسـتخباراتي وسـرية المعلوم ـات م ـن أب ـرز العوائـق. ولكننـا -بحمـد اللـه- تغلبنـا عـى هـذا العائـق، ونجحنـا إلى . فعندمــا أنهــت ً ( داخليــا buy- in) حــد مــا في توســيع دائــرة القناعــة عــى الاســتراتيجية العامــة ووصلنــا إلى ً الإدارات اســتراتيجياتها بنــاء الاحتياجـات والمخرجـات لـكل إدارة، اتخذنـا خطـوة سـباقة تمثلـت في عقـد ورش عمـل مـع بعـض الإدارات ومنسـوبيها، ودعـوة العديـد مـن ، ً ونسـاء ً المتخصصيـن والأسـاتذة الجامعييـن وبعـض المسـؤولين رجـالا ســواء أكانــوا مــن جهــات تعليميــة أم حكوميــة أم خاصــة، ليشــاركوا بالاطـاع والإدلاء بآرائهـم. وقـد بنـت هـذه المبـادرة الثقـة بيـن الجميع، خصوصــا في صفــوف مــن هــم خــارج الرئاســة، وأحســوا أن الجهــاز منهـم ولهـم. ولـم يكـن الكثيـر ليصـدق أننـا سـنصل إلى هـذه المرحلـة

Made with FlippingBook - professional solution for displaying marketing and sales documents online