كتاب التحول المعرفي / فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود

رئاسة الاستخبارات العامة

37

إلى تحديـد المهمـة ومعرفـة العوامـل المحيطـة بهـا، وإيجـاد الحلـول

وفــق الخيــارات المتاحــة، ورفعهــا إلى صاحــب القــرار للوصــول إلى

) وه ـي المنفع ـة الت ـي يبن ـي عليه ـا صاح ـب الق ـرار ٣ لتأديـة المهمـة المناطـة بالجهـاز وخدمـة أهدافـه وغاياتـه. كمـا أتذكـر سـيدي صاحـب السـمو الملكـي ً ، وكان يذكرنـي بـه دائمـا ٦٣٦٣ الرقـم الأمي ـر مق ـرن ب ـن عبدالعزي ـز عندم ـا كن ـت أعمـل تحـت قيادت ـه، وهـو الرقــم الــذي توصلنــا إليــه في الاســتراتيجية للعــدد الفعــي الــذي تحتاجـه الاسـتخبارات العامـة لتقـوم بمهمتهـا، وكان عـدد منسـوبيها آنــذاك أكثــر مــن ضعــف ذلــك.

)المي ـم الثالث ـة م

٢٦

أذكـر أنـه في الأسـبوع الأول مـن عمـي في الاسـتخبارات، حضـر إلى مكتبــي أحــد الخبــراء الذيــن كانــت لهــم علقــة طيبــة ً وطويلـة مـع جهـاز الاسـتخبارات السـعودي. وكنـت مهتمـا

بالاسـتفادة والتعلـم مـن تجـارب سـنوات عملـه في المجـال مفــاده “مــا هــي ً الاســتخباراتي. فطرحــت عليــه ســؤالا ٠٠٧ الاسـتخبارات؟ هـل هـي مـا نـراه؟ وهـل يمثـل العميـل وهـو ّ في هـذا العالـم؟” ولا أنسـى نظرتـه إلي ً حقيقيـا ً نمطـا يقـول بابتسـامة غامضـة وحزينـة: “لـم تعـد الاسـتخبارات كمـا عهدناهـا. كان هنـاك احتـرام للمعلومـة والتعامـل معهـا. فقـد كنـا نجلـس مـع عميـل عـدو نتشـارك شـرب القهـوة، وكان التحـدي هـو كيـف نسـتطيع أن نسـتخلص منـه المعلومـة، أو كيـف نتوصـل إلى علمـات نبـدأ بهـا الاسـتطلع، وربمـا تكـون أول الخيـط، لنتفـادى بهـا كـوارث قــد يكــون ضحيتهــا الإنســان. أمــا الآن، فأنــت تتعامــل مــع إنســان يمثـل كارثـة، كأولئـك الذيـن باعـوا حياتهـم بأحزمـة ناسـفة عـى سـبيل المثــال. وهنــا يختلــف الــدور والطــرح، فالمســؤولية أصعــب وأكثــر . إذ يج ـب أن تب ـدأ المهم ـة م ـن الأس ـاس، م ـن ال ـذي زرع ه ـذا ً تعقي ـدا التفكيـر؟ ومـا هـي الأسـباب وراءه؟ وهنـا نجـد الاختـاف بيـن الماضـي والحاضــر في دور الاســتخبارات".

٢٦

الاستخبارات ٥٠ مجسم

Made with FlippingBook - professional solution for displaying marketing and sales documents online