العدد18

| 120

عن " اإلسالم السياسي " حين يفعَّل ســؤال الدولة بســؤال الدين يتضح قصور مفهوم اإلفصاح عما في الظاهرة اإلســ مية من طبيعة إشكالية مركبة تتداخل فيها متغيرات متعددة تستدعي إجابة قابلة لالتساع والمراجعة بصورة مستمرة. بتنــاول مســألة الدولة تظهــر الحاجة إلى بُعد ثالث متحرر مــن المركزية األوروبية في تمثلها لإلســ م دينًا وتاريخًا منجزًا وإمكانًا حضاريًّا إنســانيًّا. مع البعد الثالث ) anachronisme الحضاري لمقاربة الظاهرة اإلسالمية تتبين حالة المفارقة التاريخية ( وجعلتها في وضع مُفَوَّتٍ. حقيقة هذه المفارقة أن 2011 التي عاشــتها الظاهرة بعد اإلســ ميين في إدارتهم التسييرية ألوضاع الحكم استندوا إلى البناء التنظيمي وليس باعتماد الكفاءات الذاتية والوطنية. حصل هذا التفويت من عدم وضوح عالقة السياســي بالثقافي في فكر اإلســ ميين، ومن الخلط المخل بين استحقاقات التنظيم واستحقاقات الدولة عند توليهم مقاليدها. نتج ذلك أيضًا من أن التحديث القسري كان مدخ ًل لالستالب واالستبداد وأنه كان من الالزم القطع مع باراديغماته؛ السيما أنه فقد بريقه وجاذبيته لدى النخب العربية الصاعدة. ذلك ما أعاق العشــرية التي تلت الشــرارات العربية بتعذُّر اإلســهام في بناء مشروع وطني متناســب مع مقتضيات العصر في المستويات المادية والعقلية والروحية. لقد أُهدرت فرصة تاريخية لمعطى إستراتيجي كامن كان من المتاح للحركات اإلسالمية أن تفعِّله بصورة ناجعة تمكينًا لمشــروعيتها وإســهامًا في االرتقاء بالمشروع الوطني الجامــع. فــي ذات الوقت، يتم دحض خطاب المركزيــة األوروبية التي ال ترى في الحراك اإلســ مي إال تعبيرًا من شــعوب متخلفة ثقافيًّا، انقسامية سياسيًّا في سياق معولم؛ هي لذلك ال تستطيع أن تفهم سوى اللغة الظالمية التي تكاد ترتد لعصورها القديمة وحدها. هــو خطاب الوصم المنحاز والمبني علــى أن الغرب وحده هو القادر على اختراع جامدة ال تسمح " تقاليد " الحداثة المنفتحة، بينما تنغلق الشعوب اإلسالمية في إطار لها بفهم حجم التغييرات الضرورية واستيعابها. هو تحقيق " اإلســ م السياسي " ما يضيفه البعد الثالث للطبيعة اإلشــكالية المركبة لـ

Made with FlippingBook Online newsletter