العدد18

| 126

مقتضى هذا المنظور تثمين الســند المرجعي لإلسالميين على أساس أنه ليس مجرد شعار تحشيد بل إنه مستودع معرفي وحضاري وأخالقي يتوفر على خبرات وطاقات هائلة قادرة على فتح أبواب المســاهمة الفعلية في مواجهة المصاعب اإلســتراتيجية والسياسية وحل المعضالت االجتماعية االقتصادية. هو حس حضاري حاضر لدى عدد من المشتغلين على المشاريع التاريخية الكبرى ،) 37 () Marshall Hodgson ( " مارشــال هودجســن " في الغرب من أمثال األميركي Thomas توماس بــاور ( " ) و 38 () Fritz Stepat ( " فريتــس شــتيبات " واأللمانييــن .) 39 () Bauer هو أن ال بديل عن طرح موضوع الوعي الحضاري لإلسالميين " البعد الثالث " أساس ولمخالفيهم على السواء. مدخل اإلجابة عن هذه القضية المستقبلية أن الحداثة ليست صيغة واحدة وأمرًا مُعْطـــى يُستنسخ ويُقتبس بل هي حداثات تعبِّر كل واحدة منها عن إرادة لحياة أعدل وفق تاريخ وثقافة واحتياجات كل مجتمع حي في عالم متحرك بمشاغله ومضائقه. بناء على ما ســتنتهي إليه أشــغال تفعيل الحس الحضاري يمكن أن تتحدد مآالت في المستقبل المنظور، وهل يمكنه التوصل إلى بدائل دينية أو " اإلســ م السياســي " فلسفية واجتماعية مميزة. مربط الفرس في جملة هذه اإلمكانيات هو اإلسهام في إقامة نظام سياسي تُحَدَّد فيه مجاالت التفاعل والتمايز بين ســؤالي الدين والدولة اللذين اعتمدهما هذا البحث. ذلك هو الرهان الحضاري الوازن. تسوية تاريخية لعمارن جديد هبة " في معالجة دقيقة لما كنا بصدده، نقرأ لألســتاذة المصرية في العلوم السياســية بعد تجربته في " اإلسالم السياسي " ) ما يساعد على استشراف مآالت 40 ( " رءوف عزة الحكم. تتحدث عن أسباب االرتباك في اإلدارة السياسية لتلك التجربة فتربطها بالعلل القطاع األوسع من " الكامنة في بنية الدولة الحديثة؛ حيث تقول: إن ما لم ينتبه إليه التيار اإلسالمي (أنه) ظن أنها (الدولة الحديثة) حصن يمكن االستيالء عليه في حين

Made with FlippingBook Online newsletter