العدد18

125 |

ما يُرَجِّح هذا االستخالص: - تَدَرُّج اإلســ ميين من خطاب احتجاج دفاعي عن الموروث القيمي والشــرعي 1 إلى أيديولوجية عقائدية انتهت بهم إلى مواقع الحراك السياســي ومؤسسات الحكم لكن دون التوصل لإلســهام في الخروج بمجتمعاتهم من حال االنقســام واالستتباع والخصاصة. - تشكيلهم ظاهرة هجينة: عنوانها المحافظة ومكوناتها وأهدافها حديثة. هو تهجين 2 إشكالي لكونه جمع بين حداثة غربية نظامها السياسي متجرد من البعد األخالقي إلى درجة كبيرة دون إحالة على قيم دينية أو تاريخية وبين حراك يسعى لرد االعتبار إلى الذات برفض القول بالقطيعة التاريخية مع اعتماد تصور وقيم للحياة بفكر حضاري مغاير. - اندراج منافسي الحراك اإلسالمي في هجنة أخرى جعلتهم في نضالهم السياسي 3 األيديولوجي غير مستحضرين أن الحداثة ليست مسألة تقليد أو اقتباس أو استيعاب عقليــة. إنهــا إفراز داخلي لكل مجتمع نتيجة ما يعيشــه من صراع تاريخي بين قواه الداخلية والخارجية لبناء مستقبل جماعي يعزز قوته ونفوذه. أدَّى إلــى تكريس حالة التدابر 2011 - عبثيــة التعــدد السياســي العربي الذي تال 4 والتنافــي بيــن الفرقاء في مختلف األقطار بما واصل االنســياق في حضور مركزية غربية متهافتة بفرض ذاتها ونموذجها في الحياة والوجود. يحصل هذا رغم تنبيهات عــدد من المفكريــن الداعين إلى ضرورة التيقظ لمخاطر التحديث والعولمة شــأن في التعريف بأزمة الحداثة األيديولوجية " يورغن هابرماس " جهود الفيلسوف األلماني .) 36 والفلسفية الكبرى( اإلســ م " في رهانه على الداخل الثقافي لحركات " البُعد الثالث " بالعودة إلى مقاربة اإلســ م " فإن أهم ما يعمل على التوصل إليه هو ضرورة معالجة مفارقة " السياســي في عالقته المختَلَّة بالسند المرجعي الذي يميزه. " السياسي " البعد الثالث " عنوان هذه المعالجة وعي حضاري يســمح ببلــوغ أخص مخرجات في اســتعماله نقدًا بنائيًّا بما يمكِّن اإلســ ميين من تحمل الهم اإلنساني فكرًا وثقافة وتموقعًا.

Made with FlippingBook Online newsletter