العدد18

15 |

العالم اإلسالمي.. لكي يقوم " لقد الحظ مالك بن نبي منذ أكثر من سبعة عقود أن بدور مؤثر فعال في حركة التطور العالمي، ينبغي أن يَعْرِف العالم، وأن يَعْرِف نفسه، ). فعســى أن تســهم هذه الدراسة في تعريف العالم 7 ( " وأن يُعرِّف اآلخرين بنفســه اإلســ مي بنفســه وبالعالم، وأن تفتح بابًا للتأمل الجاد في اإلمكان المتاح للعالم اإلســ مي بين القوى الغربية المتشــبثة بمواقعها ونفوذها التاريخي، رغم أن قوتها في إدبار، والقوى الشــرقية المقبلة، المتحفزِّة إلى ملء الفراغ اإلســتراتيجي في هذه المنطقة، ووراثة النفوذ الغربي اآلفل فيها. فالعالم اإلسالمي في مسيس الحاجة إلى أفــكار واضحــة عن هذه المعادالت المتحولة في موازين القوى الدولية، لكي ينتقل من موقع المنفعل إلى موقع الفاعل. القوَّتان الصاعدة والسائدة ق.م.)، 400 - 460 منذ نحو ألفين وخمسمئة عام، كتب المؤرخ اليوناني، ثوسيديد ( عن أســباب الحرب بين إســبرطة وأثينا، وبعد أن شرح األسباب المباشرة للحرب، في رأيي أن السبب الحقيقي " قدَّم تفسيرًا أعمق لجذور األزمة بين الطرفين، فكتب: الــذي قــاد إلى الحــرب، وإن لم يكن معترَفًــا به علنًا، هو تصاعــد القوة األثينية، ). وقد صاغ المفكر السياسي األميركي، غراهام 8 ( " والخوف اإلسبرطي من تلك القوة " شِراك ثوسيديد " أليســون، من مقولة ثوســيديد نظرية في العالقات الدولية، سمَّاها ، تقــول بحتمية المواجهة بين القوة الصاعدة والقوة الســائدة، Thucydides ’ s Trap وطبَّقها على العالقات األميركية-الصينية، فذهب إلى أن مآل القوة الصينية الصاعدة والقوة األميركية السائدة هو الحرب بينهما، حتى وإن لم يكن ذلك برغبة أي منهما. والسبب في ذلك -كما يذهب أليسون- هو أن أميركا لن ترضى بصعود الصين، وأن الصين لن تتنازل عن طموحها إلى الهيمنة العالمية. فالمواجهة بين الصين والواليات المتحدة أمر حتمي وطبيعي في تقديره، وهو المآل الذي يزكِّيه استقراء التاريخ، حسب الحرب الحتمية: هل تستطيع الصين والواليات المتحدة رأيه. وقد ألَّف أليسون كتابه: لتســويغ هذه الفكرة وتســويقها، فبدأ الكتاب هذه البداية تفادي شــراك ثوســيديد؟ منذ مئتــي عام قال نابليون مُنذِرًا: (دَعُوا الصيــن تغط في نومها، فإنها " المتوعِّــدة: .) 9 ( " إذا اســتيقظت ستُزلْزِل العالم). وقد استيقظت الصين اآلن، وبدأ العالم يتزلزل

Made with FlippingBook Online newsletter