العدد18

| 178

أما عن اإلعالم الجديد ومواقع التواصل االجتماعي، فإن روسيا تستخدمها، وبخاصة ، في توجيه الرأي العام اإلفريقي في الدول Twitter " تويتر " ، و Facebook " فيسبوك " )ز 28 محل االهتمام( استجابة الدول اإلفريقية للتقارب الروسي استجابت عدة دول إفريقية بدرجات متفاوتة للتقارب الروسي، والالفت أن االستجابة لم تقتصر على دول إقليم معين إنما جاءت من كل األقاليم اإلفريقية، وكأن الفراغات التــي تركهــا التجاهل الغربي المتعمَّد للمطالب اإلفريقيــة عمَّت أرجاء القارة. وقد أسهمت عدة أسباب في تقبل الدول اإلفريقية لعودة وتمتين عالقاتها مع روسيا، بل وسعي بعضها إلى ذلك، ومن أهم هذه األسباب: - التعاون غير المشروط سياسيًّا دأب الغرب على إلزام الدول اإلفريقية بتحقيق حزم من المشــروطيات، التي تكفل فرض القيم الغربية على المجتمعات اإلفريقية على األصعدة: السياسية، واالقتصادية، والثقافية، فعلى الصعيد السياســي يشترط الغرب تبني المقاربة الديمقراطية، وتحقيق عناصرها ومعاييرها وفقًا للنموذج الغربي؛ كالتنافســية السياســية، والتعددية الحزبية، واالنتخابــات، وتداول الســلطة، وكفالة واحترام حقوق اإلنســان، وحقوق المرأة، وغيــر ذلك من القيــم الديمقراطية، وعلى الصعيد االقتصادي يشــترط الغرب تبني المقاربة الرأســمالية بأدواتها وآلياتها المختلفة، وعلي الصعيد الثقافي يشترط الغرب نشــر ثقافاته: كحرية المرأة والحرية الجنســية، والتحلل من جل القيم الدينية وبعض القيــم المجتمعيــة، عن طريق ربط ذلك بكافة أشــكال التعــاون وبخاصة القروض .) 29 واالستثمارات والمساعدات والمنح( أخفقت هذه الشــروط ولم تؤت ثمارها، ســواء في مجال اإلصالح السياســي، أو في مجال التنمية ســواء االقتصادية أو المجتمعية، لعدة أسباب أبرزها قدرة األنظمة اإلفريقيــة الحاكمــة على التحايل على هذه الشــروط وتخطيها، فض ًل عن االنتقائية واالزدواجيــة الغربية في المعايير، وغض الطــرف عن عدم تطبيقها إذا كان تطبيقها يصطــدم بالمصالــح الغربية، ومع ذلك تفضل األنظمة الحاكمة اإلفريقية عدم وجود

Made with FlippingBook Online newsletter