العدد18

179 |

هذه الشروط؛ ألن اشتراطها وتخطيها ولو شكليًّا، يكلفهم الكثير من األموال، ويضع .) 30 بعض القيود على سياساتهم( ومن هنا، اســتغلت روســيا تفضيالت أولئك الحكام واتخذت التماهي مع رغباتهم مدخ ًل ووســيلة لمد جســور التعاون معهم، واســتعادة النفوذ الروسي في إفريقيا، وقد القى هذا المســلك الروســي استحسانًا وقبو ًل في األوساط السياسية اإلفريقية، ووجــدت األنظمة وبخاصة االســتبدادية ضالتها في الحصول على الدعم الخارجي غير المشروط من حليف قوي له مكانته في النظام الدولي، ولديه بدائل ال بأس بها عند التخلص من السيطرة الغربية. - تقديم عقود وعروض اقتصادية أكثر سخاء وأقل إجحافًا مما يقدمه الغرب في ظل االستعمار الغربي إلفريقيا احتكرت الشركات الغربية العمالقة الموارد الطبيعية اإلفريقية، وكانت حينئذ تفرض شــروطًا تعاقدية مجحفة تجعلها المستفيد األكبر من عوائد اســتغالل هذه الموارد، ومع ولوج القوي االقتصادية الشرقية الناشئة األسواق االستثمارية إبان مرحلة الحرب الباردة، بدأت مرحلة جديدة من التنافس االستثماري الذي مكَّن األفارقة من التخفف نســبيًّا من الشروط التعاقدية الغربية الجائرة، إال أن انهيار االتحاد السوفيتي أدى إلى خفوت هذه المنافسة وبخاصة في مرحلة األحادية القطبية التي أعقبت انتهاء الحرب الباردة مطلع تسعينات القرن العشرين. ومع تواتر اكتشــاف الموارد الطبيعية الهائلة في إفريقيا أواخر القرن الماضي ومطلع القرن الجاري، ودخول النظام الدولي مخاضًا جديدًا يبشــر بانتهاء مرحلة األحادية القطبية، وتســارع الخطى الروســية على مسار العودة إلى الفضاء اإلفريقي، اشتعلت المنافســة على الموارد اإلفريقية؛ ما دفع الشــركات الروســية إلــى تقديم عروض اســتثمارية أكثر ســخاء، وشــروط تعاقدية أقل إجحافًا مما يقدمه الغرب، القتناص الفرص االســتثمارية الجديدة؛ وهو األمــر الذي يصب في نهاية المطاف في صالح الدول اإلفريقية؛ إذ يعظِّم من عوائد مواردها الطبيعية. - الدفع غير المحدود بالخبارء والقوات شبه العسكرية يُحجم الغرب عن الدفع بالعنصر البشري لتلبية الطلب اإلفريقي في المجال العسكري، سواء على مستوى الخبراء، أو على مستوى القوات العاملة، وهو ما يتضح جليًّا من

Made with FlippingBook Online newsletter