العدد18

| 180

ضآلة المشاركة األوروبية في الحرب على اإلرهاب في إقليم الساحل وغرب إفريقيا، وانسحاب وسحب القوات الفرنسية من مالي، وتقليص أعدادها وتحجيم مهامها في دول أخرى، وانســحاب القوات األميركية مــن الصومال في عهد الرئيس األميركي ، وعودتها بمقاربة محددة ومحدودة في عهد خلفه Donald Trump " دونالد ترامب " . Joe Biden " جو بايدن " وفي المقابل، ال نجد أي تحفظات روســية على تلبية الطلب اإلفريقي في المجال العسكري على مستوى الخبراء العسكريين النظاميين، أو القوات العسكرية العاملة غير السابق اإلشارة إليها، وهو ما حدا بدول إفريقية " مجموعة فاغنر " النظامية من قوات عدة إلى طلب الدعم العســكري الروســي وبخاصة في مجــال مكافحة التنظيمات . اإلرهابية وحفظ األمن وحماية األنظمة الحاكمة والمنشآت - فجوات الطلب في السوق اإلفريقية تسعى المقاربات الغربية في التعامل مع الدول اإلفريقية، إلى خلق فجوات ممنهجة في الطلب اإلفريقي على الســلع والخدمات، من أجل التحكم في السوق اإلفريقية، نتيجة االحتكار الغربي لجل السلع والخدمات اإلستراتيجية والحيوية، وهو ما يمكن اعتباره ضربًا من ضروب اإلدارة بالحاجة. وقــد خلَّفت هذه المقاربــة فراغات انتهزتها القوى الصاعدة وفي مقدمتها روســيا، واتخذتها مدخ ًل لولوج الســوق اإلفريقية، وقد ســاعدها في ذلك من ناحية أولى ما حققته مؤخرًا من تطور تكنولوجي ونمو اقتصادي، ومن ناحية ثانية ما شهده الفضاء اإلفريقي من تنامي الرغبة في التخلص من الســيطرة واالستحواذ الغربي، والتخفيف مما يفرضه من قيود وشــروط ضاقت بها النخب والشــعوب، وناءت بها ميزانيات الــدول، وبخاصــة في ظل تفاقم األزمات العالميــة االقتصادية والصحية التي أثَّرت علــى أداء الحكومــات، وأعجزت الكثير منها في دول الجنوب وفي مقدمتها الدول اإلفريقية. - مظاهر االستجابة 6 ولقد أدت هذه العوامل إلى تنامي االســتجابة اإلفريقية للتقارب الروسي على نطاق واســع، ومن أهم مظاهر هذه االســتجابة التنوع والتوسع في مجاالت التعاون والتي

Made with FlippingBook Online newsletter