العدد18

191 |

ومن ثم زيادة أسعاره، ونقص إنتاج بعض السلع الحيوية كالحبوب، وشح المعروض .) 55 منها وبخاصة القمح، ومن ثم زيادة الطلب عليها وزيادة أسعارها( وقد دعت هذه األزمة المتفاقمة، وغير معلومة المدى، جميع الدول حول العالم، إلى البحث عن بدائل طويلة المدي يمكن االعتماد عليها في ســد الفجوات التي بدأت في الظهور، وبخاصة في ســوق الغذاء والطاقة؛ األمر الذي حفز التقارب والتعاون الروسي-اإلفريقي بدرجة كبيرة بعد الحرب على أوكرانيا، باعتبار أن روسيا تعد ثالث )، وباعتبار أن إفريقيا تعد ســلة غذاء 56 أكبر منتج للقمح عالميًّا بعد الصين والهند( العالم والمصدِّر األكبر للمواد الخام األولية في العالم. خاتمــــة إجابة عن تساؤالت هذه الدراسة، بما في ذلك استشراف مستقبل العالقات الروسية- اإلفريقية، نختم بمحورين: أوًلً: نتائج الدارسة من خالل الرصد والتحليل السابقين لديناميات النشاط الروسي في الفضاء اإلفريقي، وما قابلة من استجابة متزايدة من الطرف اإلفريقي، في ظل التجاهل الغربي المتعمد للمطالب والحاجات اإلفريقية، وفي ظل التداعيات التي تسببت فيها الحرب الروسية على أوكرانيا، يمكننا القول بأن أهم استنتاجات هذه الدراسة تتمثل في: - أن إفريقيــا بمــا تملكه من موارد هائلة وحاجات ال محدودة في كل المجاالت، باتــت في بؤرة اهتمــام القوى الدوليــة واإلقليمية، التقليديــة والصاعدة، وأن التنافس الكامن على التقارب معها اســتحال إلى صراع نشــط، نتيجة لمزاحمة القوى الدولية العائدة بقوة متمثلة في روســيا، والقوى الدولية الصاعدة متمثلة في الصين، والقوى اإلقليمية الصاعدة متمثلة في تركيا والبرازيل والهند وإسرائيل وإيران وغيرها، مع الغرب في مناطق نفوذه التقليدية في كافة أرجاء القارة. - أن هذا الصراع النشط منح الدول اإلفريقية هامشًا كبيرًا للمناورة، بعد أن كانت القارة مقســمة إلى مناطق نفوذ محجوزة للقوى الغربية والمستعمر السابق، وهو ما يتيح لها تحقيق أقصى استفادة من مواردها.

Made with FlippingBook Online newsletter