العدد18

| 192

- أن الغرب ونتيجة لألحادية القطبية التي سادت العالم بعد انتهاء الحرب الباردة، وغياب المنافس القوي، وتقاسم مناطق النفوذ في إفريقيا، تحكم طوي ًل في الفضاء اإلفريقي عن طريق تصدير األزمات للقارة وعدم تلبية طلبات دولها؛ ما أحدث فراغات استغلها الروس في العودة إلى المضمار اإلفريقي. - أن روســيا اتكأت على إرثها الســوفيتي السابق في مد جسور التعاون مع الدول اإلفريقية، ووجدت في ذلك تحقيقًا لطموحاتها القديمة، ومخرجًا لها من مأزق العقوبات الغربية المفروضة عليها بسبب حربها على أوكرانيا. - أن التفاعالت الروســية في عالقاتها الخارجية ابتعدت عن النهج األيديولوجي، وأصبحت تنطلق من قاعدة براغماتية بحتة، وغير محدودة، وغير مشروطة. - أن السياقات التي تفشت في القارة اإلفريقية (اإلرهاب وعدم االستقرار السياسي)، ساعدت روسيا كثيرًا في االعتماد على المدخل العسكري واألمني الذي يمنحها ميزة نسبية، وفرها لها انخفاض أسعار السالح الروسي نسبيًّا عن السالح الغربي، وسهولة استخدام العنصر العسكري البشري عبر الشركات األمنية العسكرية غير النظامية. - أن إفريقيا استجابت للتطلعات والمساعي الروسية ورحبت بها، بل ووجدت فيها ضالتها المتمثلة في الخالص من السيطرة الغربية، وتلبية -ولو جزئيًّا- لطلباتها، وبخاصة في المجال العســكري واألمنــي والطاقة النووية الفضاء والتكنولوجيا، وهي المجاالت المحاطة غربيًّا بشروط صارمة. - أن الحرب الروســية على أوكرانيا بتأثيراتها وانعكاســاتها السلبية المختلفة على كافــة األطراف، حفزت الطرفين، الروســي واإلفريقــي، باتجاه تمتين عالقاتهما معًــا، واالنفتاح على التعاون في كافة المجاالت الممكنة، في محاولة جادة من جانب روســيا نحو تعزيز دورها ومكانتها في النظام الدولي، وفي ذات الوقت كســر الحصار والعزلة الدولية التي يسعى الغرب لفرضها عليها، ومحاولة جادة مــن جانب الــدول اإلفريقية نحو التخلص من االحتكار والتحكم واالســتالب االستعماري الغربي، وهو ما يعني أن العالقات الروسية-اإلفريقية لن تظل على حالها وال وتيرتها التي كانت عليها قبل اندالع الحرب الروسية على أوكرانيا.

Made with FlippingBook Online newsletter