العدد18

19 |

قبول ما ليس منه بد ينطلق المفكر والدبلوماسي السنغافوري، كيشور محبوباني، من موقع التحيز الصريح للهوية اآلسيوية والقوة اآلسيوية، وإن كان ذلك ال يطعن في عمق تحليالته السياسية، ونفاذ بصيرته اإلستراتيجية، فهو مفكر بارع، ودبلوماسي حصيف. وقد كتب محبوباني عدة كتب عن صعود آسيا والصين، منها: - ؛) 21 وهو مرتجم إىل العربية( نصف العامَل اآلسيوي اجلديد، - هــل فــازت الصــن؟ ؛ القــرن احلــادي والعــرون اآلســيوي التحــدي الصينــي للهيمنــة األمريكيــة؛ - هل خر ِس الغرب؟ أطروحة استفزازية؛ - .) 22 ( هل يستطيع اآلسيويون التفكري؟ وتتــردد أطروحــات محبوباني عــن التراجع الغربي والصعود اآلســيوي (خصوصًا الصيني) في كتبه كلها. لذلك ســنكتفي برســم خطوطها العريضة، بقدر ما يســمح علــى مدار القرون الثالثة الماضية، كانت " المقام والمســاحة. يالحظ محبوباني أنه شــعوب آســيا وإفريقيا وأميركا الالتينية مواد للتاريخ العالمي، وكانت القرارات التي شكَّلت التاريخ تُتَّخذ في بضع عواصم غربية...، أما اآلن فإن بقية شعوب العالم... .) 23 ( " لن تقبل أن يتم اتخاذ القرارات نيابة عنها في العواصم الغربية " العالم اليوم يقف على أحد أهم مفترقات الطرق في تاريخه " ويجادل محبوباني بأن نبتعد عن تلــك اللحظة الوجيزة التي هيمن فيهــا الغرب على التاريخ " بحكــم أننــا صحوة الحضارات والمجتمعات التي كانت في " ). فالعالم يعيش اليوم 24 ( " العالمي ). وهو يلح على أن اإلنســان اآلسيوي 25 ، حســب تعبيره( " حالة هجوع مدة مديدة -على وجه الخصوص- قد انتقل من طور المنفعل السلبي بالمبادرات الغربية، إلى طور الفاعل المشــارك في صناعة تاريخ العالم المعاصر. وقد تجلى هذا األمر في الصين أكثر من غيرها خالل العقود األربعة الماضية؛ حيث اســتعاد الصينيون الثقة في حضارتهم واحترام ذاتهم. وينصح محبوباني الغرب بقبول ما ليس منه بدٌّ، وهو -في نظره- التسليم بأن الصدارة الغربية للعالم قد أصبحت من الماضي، وأن القوة اآلسيوية الصاعدة هي التي ستحدِّد

Made with FlippingBook Online newsletter