العدد18

41 |

"ٍ دولة مركز " اليُتْم التي تعيشــها الحضارة اإلســ مية في هذا العصر، ألنها ال تملك تتصدَّر مســيرتها، وتضبط خالفاتها الداخلية، وتدرأ عنها سهام األعداء. وأوضح أن عدم وجود دولة مركز إسالمية يمثل مشكالت مهمة لكل من المجتمعات اإلسالمية " مصدر ضعف بالنسبة لإلسالم، ومصدر تهديد " )، وأن هذا األمر 81 ( " وغير اإلسالمية .) 82 ( " للحضارات األخرى كما الحظ هنتنغتون أن حالة االنكشــاف اإلستراتيجي هذه بدأت منذ تفكيك الدولة نهاية " العثمانية على أيدي المســتعمرين األوروبيين مطلع القرن العشــرين؛ ذلك أن االمبراطورية العثمانية تركت اإلســ م دون دولــة مركزٍ...، وهكذا فإنه على معظم القرن العشرين لم يكن لدى أية دولة إسالمية قوة كافية، وال ثقافة كافية، وال شرعية دينية، لالضطالع بهذا الدور، لكي تصبح مقبولة من الدول اإلسالمية والمجتمعات ). وسنعود ألفكار هنتنغتون مرة أخرى 83 ( " غير اإلسالمية، كزعيم للحضارة اإلسالمية في حديثنا عن مركز الثقل اإلستراتيجي في العالم اإلسالمي. وبســبب فقدان المظلة السياســية الجامعة، تحوَّل العالم اإلســ مي ســاحة صراع لآلخرين، تنقصها المناعة الذاتية، والحاســة اإلســتراتيجية، والقيادة الحكيمة. ولعل هو أدق توصيف لحال العالم اإلســ مي shatterbelt " الحزام المتصدِّع " مصطلــح اليوم، وهو مصطلح يُســتخدم في علم الجغرافيا السياســية وصفًا لمناطق من العالم تتَّســم بالهشاشــة والتمزق الداخلي، مع االســتباحة من القوى العظمى في الوقت ). وهذا أمر يصدُق بشــكل خاص على القســم العربي واإلفريقي من العالم 84 ذاته( اإلسالمي، الذي يعاني اليوم انشطارات سياسية وفكرية عميقة، كما أنه مستباح مكانًا وإمكانًا؛ حيث تحوَّلت أكثر دوَلِه ملحقات تابعة لهذه القوة أو تلك من القوى الدولية الطامعة في األرض اإلسالمية، أو الطامحة إلى السيطرة العالمية. ويكفي إلقاء نظرة على نظريات الجغرافيا السياسية المعاصرة ومكانة العالم اإلسالمي فيها إلدراك حالة االستباحة النظرية والعملية للجغرافيا اإلسالمية:  التــي Debated and Debatable Zone " منطقــة التنــازع " ففــي نظريــة )، يشـكِّل قسـم مهـم 1914 - 1840 صاغهـا األميكـي، ألفريـد ماهـان ( مـن العـامل اإلسـ مي اجلـزء الغـريب مـن املنطقـة املتنـازع عليهـا بـن القـوى الكـ ى املسـتقرة، وهـو اجلـزء املمتـد مـن تركيـا غربـًـا إىل حـدود

Made with FlippingBook Online newsletter