العدد18

| 48

). ثم استلهم مالك بن 94 الخصوصيات الثقافية واللغوية لجميع الشــعوب المسلمة( يتألف من كتل " فكرة كومنولث إسالمي " نبي فكرة الكومنولث البريطاني، فدعا إلى إسالمية تجمع بين كل منها جوامع الجوار الجغرافي والقُرْبَى الثقافية، على أن ينسق .) 95 بين هذه الكتل اإلسالمية مؤتمر جامع، في شكل منظمة دولية إسالمية( منذ أكثر من نصف قرن، وجمعت تحت OIC وقد تأسست منظمة التعاون اإلسالمي الصوت الجماعي للعالم " مظلتها كل الدول ذات الغالبية المسلمة، وهي تعتبر نفسها ). ورغــم ذلك فإن هذه المنظمة لم تحقــق ما طمح إليه المفكرون 96 ( " اإلســ مي الرواد من منظِّري الوحدة اإلســ مية. فهي تتســم بضعف األداء، والتنازع الداخلي، والوهَن العام. ومن أسباب ذلك أن غالبية دول المنظمة محكومة باالستبداد، واألنانية السياســية، والتبعية للقوى الدولية. كما أن المنظمة لم تسلك أساليب منهجية عملية تدريجية لتحقيق الوحدة، فغلَبت الشــعارات والحشــد الكمِّي على عملها، وغابت عنه الفاعلية النوعية. وهذا يدل على أن قضية الوحدة بين شعوب الفضاء الحضاري اإلسالمي تحتاج تفكيرًا جديدًا. يوجد أساس صلب لتوحيد العالم اإلسالمي مستقب ًلً، ال بالمعنى السياسي المركزي في شكل خالفة جامعة، بل بمعنى التعاضد والتناصر، ووحدة اإلرادة اإلستراتيجية، بين دول وشعوب يجمعها فضاء حضاري واحد، فيما يشبه التعاضد والتناصر القائم اليوم بين دول وشــعوب الفضاء الحضاري الغربي. فوحدة الغرب المتجسِّــدة اليوم في حدوده المفتوحة، وتداخل شعوبه، وأحالفه العسكرية، وتعاونه االقتصادي، هي حصــاد وعي تاريخي وثقافي بوحدة الحضارة الغربية، وســعي عملي وإجرائي إلى ترجمتها ترجمة سياسية. إن جوهر الفضاء الحضاري الجامع هو االشــتراك في رؤية واحدة للكون واإلنســان وأمَّهــات القيم، وفــي تجربة تاريخية خاصة، كما هي حال العالم اإلســ مي. فإن انضاف إلى ذلك االمتداد الجغرافي الواحد كان ذلك أدعى لتبلور وحدة إستراتيجية. وليست وحدة الفضاء الحضاري بوحدة اللغة أو العرق كما يعتقد المنظِّرون القوميون المعاصرون؛ فقد تحققت وحدة الفضاء الحضاري الغربي دون أن تجمع أهلَه قومية واحدة، أو لغة واحدة، ففي االتحاد األوروبي وحده أربع وعشرون لغة رسمية، وعدد النَّسَــب أمر " وافــر مــن القوميات. وقد نبَّه على ذلك ابن خلدون منذ قرون؛ فقال:

Made with FlippingBook Online newsletter