العدد18

51 |

آسيا، أو على األقل أصبح قطبه اآلسيوي أثقل وزنًا من مجاله المتوسطي حسب رأيه: ، كما يخضع لجاذبية القاهرة أو لقد أصبح العالم اإلسالمي يخضع لجاذبية جاكرتا " البد أن يُحدث نتائج نفسية وثقافية وأخالقية االنتقال إلى مرحلة آسيوية دمشق. وهذا واجتماعية وسياسية، سيكون لها أن تتحكم في حركته وفي مستقبله، بل في تشكيل ). وقد بَنَى مالك 105 ( " اإلرادة الجماعية لهذا العالم [اإلسالمي] أو ًل وقبل كل شيء هذا التحليل على عوامل اجتماعية، منها الكثافة الســكانية في آسيا اإلسالمية، ومنها -وهو األهم في رأيه- محافظة الشــعوب اإلســ مية اآلسيوية على فِطريَّتها، وبُعدها عن أعباء التاريخ التي تثقل كاهل المسلمين على ضفاف المتوسط، وهو يبسط هذه الفكرة بتفصيل في قوله: فنهايــة العهد الذي تركزت فيه الجاذبية اإلســ مية علــى البحر األبيض، " تســجِّل تحرر العالم اإلســ مي من معوقاته وقيوده الداخلية. وهذا االتجاه واضح في باكستان، كما أنه واضح في جاوة (إندونيسيا)، وهي بالد توطَّن بالد جديدة فتيَّة، يتفوق فيها فيها اإلســ م منذ عهد قريب نســبيًّا؛ أعني أنها والرجل في جاوة ... جانب الفكر والعمل على جانب العلم التقليدي المغلق ، وهو مغرم بتعميق جزئيات األشياء، فهو دقيق الحِسِّ، يحترم النظام والتنظيم بذلــك رجــل مادِّي إيجابيٌّ، ذو طاقة ضخمة، وهو أيضًا رجل عمليٌّ، ماهر .) 106 ( " في صنعته، ذوَّاقة لشتى أنواع الفنون )، تحفَّظ على هذه 1981 - 1912 بيْد أن المفكر اإلسالمي السوري، محمد المبارك ( ، وتمسَّــك بمركزية وجهة العالم اإلســ مي الرؤية في تقديمه لكتاب مالك بن نبي العالم العربي في الفضاء الحضاري اإلســ مي، بحكــم ارتباط اللغة العربية بالدين اإلسالمي مصادر وشعائرَ. يقول محمد المبارك: يعتقــد [مالــك بن نبــي] أن مركز الثقل في هذا العالم ســينتقل من البحر " المتوسط إلى آسيا...، [و]على تقديري للنهضة الرائعة التي تبدو في إندونيسيا أرى أن للعالم العربي مكانته ووظيفته وبعض البالد اآلســيوية اإلســ مية، ، وأنه أوتي القدرة على التوفيق بين الحيوية في قلب هذا العالم اإلســ مي وأنه بحسن تفهمه للغة القرآن القيم المادية والروحية، وإقامة التوازن بينهما، الكريم ولرســالة الحيــاة الجامعة بين المقاييس الماديــة والروحية، والجهد

Made with FlippingBook Online newsletter