الإعلام في مراحل الانتقال السياسي: الحالة التونسية

ل. ً لمدة أسبوعين، وأصدرنا الصحيفة ليلا ً إطلاق النار، وعملنا ليلا هذه قصة رددها كثيرون ممن أجريت معهم مقا بلات. أمل السماوي زمبو ا ً يل أبد  ة في إذاعة لشمس إف إ ل في ذلك الوقت، تقو : للم أ كانت مدير البر ا. كنت أعمل يو السبت ً ، وفجأة أصبحنا أحرار  فرصة ممارسة مهن  أنه ستتاح شودل. ثم غادرت عند السياعة  : لاستنكري ا  قالت  لدى ابنة ابن علي، ال الرابعة بعد ال يل.  قلت: للا! هذا يو تار  أن أغلق المحطة. لكن  م َ ب ِ ل ُ ظهر. ط بتنا هناك في تلك الليلة والأيا السبعة عشر التالية ؛ كانت أهم أيا حياتي. كيان أهم عمل على الإطلاق التحدث من نبض قلب الشعب، وقيو ميا أرادوا أن يقولوه منذ 50 ظة  . كانت ً ا. كان التوقف مستحيلا ً عام من الفرحل ( 1 ) . ً نظر إليهما على أنهما حالي ُ ومع ذلك، بقدر ما كان جروس ويوكوبوفيتش ي ا تلت الثورة مباشيرة لالميرة  في دو ما بعد الشيوعية، كانت الفترة القصيرة ال ا لأحرارل ًّ شعر فيها الصحفيون بأنهم حق  الوحيدة ال ( 2 ) . كان التحو المفياجئ الذي وقع بين ليلة وضحاها حو كيفية ما قدمته وسيائل الإعيلا ، وأنتجتيه، أفرزتها الثورة. وميع ذليك،  مته، وطرحته، وفهمته من أعظم التغيرات ال  وسل أن يكون الميرء  ت على الفور أسئلة عديدة، يدعو بعضها للقلق؛ فماذا يع َ ح ِ ر ُ ط  ا؟ هل كان أي ً ترف  صحفيا ٍّ شخ صحفيا عن حق يين؟ اليذين  ذلك ا ح ن لم يفعل؟ َ ا، أو على الأقل حاولوا أن يكونوا صادقين، وم ً قيق  جروا ُ حاولوا أن ي ن عليه أن يبقى؟ َ ا الذين دعموا النظا ؟ وهل يقرعون الطبو للثورة؟ م ًّ ن هم حق َ م ن عليه أن يرحل؟ َ وم اعترفت سماوي زمبو قائلة: إنه لكان يوج د أولئك الذين عملوا لدى النظا زي لأنهم  السابق الذين تعرضوا للاهانة والتهديد. شعر الصحفيون بشكل عا با التزموا الصمت لفترة طويلة. وفي الواقع، كان الصحفيون يرون أي نيوع مين ريتهم في التعبيرل.  القيود لفترة من الوقت على أنه كبح ( 1 ) ، زمبو أمل سماي، مقابلة مع الم ، ؤلفة 12 أكتوبر / تشرين الأو 3012 . (2) Gross, P., Jakubowicz, K., The Slings and Arrows of Outrageous Fortune, 2013, p. 4.

047

Made with FlippingBook Online newsletter