الإعلام في مراحل الانتقال السياسي: الحالة التونسية

ً ا لكونها إرث ً ية نظر  تار  ا خل فه النظا الفرنسي ؛ ِّ فس ُ وهو ما ي ر أوجه التشيابه بيين النظا الإعلامي في تونس وأنظمة الدو المجاورة في شما إفريقيا. وبالرغم من أن ً هذا المنظور يبدو بعيد سيبان ُ ا عن الموضوع، إلا أنه من الضروري وضعه في ا ؛ لأنه يتوقف على مسألة دور الدولة. ويبدو من هذا المنظور أن التوتر المستمر كومة ووسائل الإ  بين ا علا ، وبين اكمة والإعلاميين هو ذو طبيعة هيكلية  خبة السياسية ا ُ الن ؛ فإذا كانت السييطرة ً على وسائل الإعلا قبل الثورة مظهر ً ا بارز ا مين مظياهر الثقافية السياسيية قي ُ لق بيئة م  الاستبدادية، فإن المحاولات المختلفة دة أما الإعلاميين بعيد الثيورة تقترن بشدة بالمفهو درة النظا السياسيي ُ عرقل ق ُ ت  دود ال  قيقي للدولة، وبا  ا على إنتاج نظا حقيقي من الضوابط والتوازنات. أم ا على المستوى التشغيلي، فقد سج ً لت المرحلة الانتقالية عدد ا من اليزلا ت فوات، َ واله والقرارات المريبة ، والتعيينات المستهجنة ر أن النهج الم ِ ظه ُ ، مما ي سي َ تعم ل ً اه وسائل الإعلا لم يعرف تغير ا جوهري ً رضة ُ ا، وأن الثقافات الإعلامية لا تزا ع للخطر. ً إن هذا التحليل يثير فينا عدد ا من التباينات والتناقضات ؛ فعلى الرغم من أن ً توازن ً ا جديد ً ا للقوى قد بدأ يتبلور بعد الثورة، وأن دور ً ا جديد  توق ُ ا قد بدا م ً ا من ع وسائل ً الإعلا ، إلا أن الثقافة السياسية لم تعرف تغير ً ا كبير ؛ا فعلى الرغم من تغير ت من براثن الثورة السياسية، مميا الأطراف الفاعلة، إلا أن الثقافة الإعلامية قد  أث درة وسائل الإعلا ُ ر بالضرورة على ق التطور. ليي أن لهذه التأكيدات في أنه من ا ي ش َ خلق علاقة متجددة ومن إ ِ العقلية السياسية الموروثة لم تؤد طة بيين الدولية ووسائل الإعلا ؛ مما ألقى بهذه الأخيرة في وضع حساس - كي لا نقيو : غيير ستقر ُ - م لو مين العييو"  إلا أن وسائل الإعلا هي الأخرى وبالقدر ذاته لا ؛ ( 1 ) يانوس Janus : كان إله البوابات في الميثولوجيا الرومانية القديمة. وهو ينظر بيوجهين، وجه إ الداخل وآخر إ ارج، والوجهان وجه واحد، لكنه وجه مزدوج  ا . وهيو اليو يستعمل للتعبير عن الازدواجية في أمر معين. (المترجم) يكمن الوجه المزدوج (وجه يانوس) ( 1 )

على

81

Made with FlippingBook Online newsletter