جانب كلفتها المادية والإنسانية الباهظة، أصبحت عنصرا يسهم في توتير علاقات بعــض دول الخليج مع الولايات المتحدة وتوســيع دائرة الخلافات فيما بينها. فمن جهة، تتوالى الضغوط الأميركية على السعودية لإنهاء الحرب، دون مراعاة تأثير ذلك على الأمن الســعودي. ومن جهة أخرى، يتنامى خطر الحوثيين على الحدود الجنوبية للمملكة، بما يجعل الســعودية عالقة في هذه الحرب التي لا تقل كلفة إيقافها عن كلفة استمرارها. يضاف إلى ذلك، التباينات التي برزت بين الســعودية والإمارات في حرب اليمن، وبدأت تتسع إلى ساحات أخرى خلال . فقد اختلف البلدان في منظمة أوبك بعدما رفضت الإمارات الالتزام 2021 العام بالحصــص التي حددها أعضاء المنظمة. وخرج الخلاف إلى العلن وتطوّر إلى حــد ترجيح بعــض التحليلات احتمال خروج أبو ظبي من أوبك، لكن البلدين توصلا في النهاية إلى تســوية تأخذ في الاعتبار اعتراضات الإمارات. من جهة أخرى، وضعت السعودية قيودا على التعامل الاقتصادي مع الإمارات من أجل تعزيــز اقتصادها، ففرضت ضرائب على عدد من الســلع القادمة منها، وألزمت الشــركات الراغبة في الاستثمار في الســعودية بنقل مقارها إلى المملكة. ومن ، لأن مصلحة البلدين لم تعد 2022 المرجح أن يســتمر هذا التباين خلال العام متطابقة كما كانت تبدو خلال السنوات الماضية.
12
Made with FlippingBook Online newsletter