الأزمة السورية تعزيز شروط التفاوض بانتظار التسوية الإقليمية
شفيق شقير ، إلا أنها بشــكل عام 2021 شــهدت الأزمة الســورية بعض التطورات في العام بقيــت تــراوح مكانها بين المعادلتين الإقليمية والدولية، اللتين تكرّســتا بدرجة )، فضً عن بعض مقررات 2017 ) وأستانا ( 2012 أساســية بين منصتي جنيف ( ) التي كان من أهمها تشكيل اللجنة الدستورية. أما المواجهات 2018 سوتشي ( العسكرية فقد كانت محدودة نسبيا، أبرزها تشديد قبضة النظام على درعا، وسعي هيئة تحرير الشام لتعزيز هيمنتها على إدلب. ولا يزال المدنيون في إدلب عرضة للاستهداف من طرف قوات النظام حينا، والقوات الروسية حينا آخر. وفي الوقت الذي لا تزال فيه أدوار الفاعلين المحليين تتراجع إلى حدّ بعيد، بل تكاد تنعدم، وتتداخــل خرائط النفوذ بيــن الفاعلين الإقليميين والدوليين، بادرت دول عربية إلى التطبيع مع نظام الأسد تمهيدا لإعادة تأهيله. وبذلك، تتجاوز الأزمة السورية مطالبًا بالحرية والكرامة والتغيير. "2011 ثورة " مطالب الشعب الذي خرج في أبرز التطو ارت هناك ثلاث مناطق نفوذ أساســية في ســوريا: الأولى، المنطقة التي يهيمن عليها النظام وحلفاؤه، ويتداخل فيها النفوذ الروسي مع الإيراني والمليشيات المؤيدة لكل منهم، وهي الأكبر (قرابة ثلثي مســاحة ســوريا). والثانية، تلك التي تسيطر عليها المعارضة، وفي القلب منها إدلب تحت سيطرة هيئة تحرير الشام، إضافة إلى القوى المدعومة من تركيا. أما الثالثة، فهي في الشــمال الســوري، وتهيمن عليها قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وتتكون في معظمها من الأكراد وتحظى بدعم أميركي. ومع حالة الاســتقرار النســبي في هذه المعادلة الميدانية، يمكن : الأول على 2021 رصد ثلاثة تطورات شــهدتها الأزمة الســورية خلال العام
41
Made with FlippingBook Online newsletter