على ســلم أولوياتها. هذا إلى جانب الصراع العربي-الإسرائيلي، والاكتشافات الجديدة لمصادر الطاقة في منطقة الشرق الأوسط. إعادة تشكيل قوى المعارضة والنظام: رغم أن الجمود السياسي هو السائد، ثانيا: فإن المواجهات والتصعيد العسكري بين مختلف الأطراف ستستمر من حين إلى آخر، لأن الجميع يدرك أن السبيل إلى تسوية جادة لن تكون ممكنة دون أوراق تفاوضية، تصاحبها عملية تأهيل تســمح بالقبول المتبادل بالأطراف المتفاوضة. وهذه المتطلبات تفتح الباب أمام القوى الخارجية التي تملك زمام المبادرة في الداخل، لممارسة الضغوط على الأطراف المحلية التي ترعاها أو تتحالف معها، من أجل الوصول إلى تلك الطاولة بما يتلاءم مع النتائج المرتقبة. فهيئة تحرير على ســبيل المثال، معرضتان كلتاهما لمواجهة بعض الضغوط " قسد " الشــام و لدفعهما إلى الاستجابة لما ستفرضه طاولة التفاوض من شروط. وكذلك الأمر بالنســبة إلى منصات المعارضة السياســية، فقد يعاد تشــكيلها، وقد تنشأ على أنقاضها أو إلى جانبها منصات جديدة. المسار التفاوضي: إن السلال الأربع التي جاءت نتيجة مفاوضات جنيف ثالثا: وما تشمله من قضايا، يمكن اعتمادها كأحد أهم 2017 مارس/آذار 3 ) يوم 4 ( المؤشــرات على الاتجاه الذي ستســلكه الأزمة السورية في مسارها التفاوضي المســتقبلي. وهذه الســ ل هي: الحكم غير الطائفي، والدستور، والانتخابات، ومكافحة الإرهاب. ويمكن ربط كثير من التطورات التي تشهدها الأزمة السورية بهذه الســ ل، من ذلك مثلا مضمون اجتماعات اللجنة الدســتورية، والبحث المتكرر في مصير الأسد، والوجود العسكري الأجنبي بدعوى محاربة الإرهاب. التحولات المجتمعية والموقف الشــعبي: وهــو عامل على درجة عالية رابعــا: من الأهمية بحيث لا يمكن تجاهله، فالأزمة الســورية كانت ثورة في الأساس، ولا تخلو المناطق الســورية كافة من التذمر أو الاحتجاج، وقد أظهرت بعض المناطق تغييرا في مطالبها وأولوياتها. فالمناطق الخاضعة للنظام تعاني اقتصاديا وأمنيا وتخشى تغييرا ديمغرافيا، تماما كسواها من مناطق المعارضة. كما أن نشاط المجتمــع المدنــي وتجارب الإدارات المحلية في المناطق التي تســيطر عليها المعارضة، بدأت تولّد مطالب جديدة أكثر تفصي ً، خاصة مع طول أمد الأزمة وغياب أفق قريب للحل.
45
Made with FlippingBook Online newsletter