2021تسويات ومصالحات

، وهي الفترة التي قضاها الرئيس " ملف العشــرية " قبل عامين، ما بات يعرف بـ السابق محمد ولد عبد العزيز في الحكم، واتّهم فيها هو وعدد من أركان حكمه، بالضلوع في عمليات فســاد واسعة. فقد أعلنت النيابة العامة في يونيو/حزيران ، بعد تحقيقات مطولة ومعقدة، عن إيداع ولد عبد العزيز الســجن. وبعد 2021 ، إلى لقاء يلم 2021 طي هذا الملف، دعت الحكومة نهاية أكتوبر/تشرين الأول شمل الأطراف السياسية المختلفة، موالاة ومعارضة، ويبحث سبل تنظيم حوار وطني يهدف إلى تأسيس إجماع سياسي يترجم حالة الهدوء والتهدئة التي تطبع المشهد السياسي العام. ؟ 2022 ما الذي ينتظر منطقة شمال إفريقيا عام تطورات ضاعفت من الأزمات التي أصبحت تهدد اســتقرار 2021 شــهد العام المنطقة المغاربية، وهي أزمات مركبة يتداخل فيها السياسي بالأمني بالاقتصادي، مع تدخل أطراف أجنبية كالولايات المتحدة وفرنســا وروســيا وإسرائيل. وإذا اســتثنينا موريتانيا، فإن بقية البلدان المغاربية تواجه ســيناريوهات مقلقة، بعضها يهدد استقرار دول بعينها (تونس وليبيا)، وبعضها الآخر يتعلق باستقرار المنطقة برمتها (العلاقات الجزائرية المغربية). ففي تونس، يظل السؤال مطروحا عن قدرة الديمقراطية الناشئة على الصمود في وجه محاولات الإجهاض المتكررة. فالرئيس قيس ســعيد قرر تمديد إجراءاته ، ووعد باستشارة شعبية وانتخابات نيابية مبكرة، 2022 الاستثنائية إلى نهاية العام وربما يمضي في تغيير الدســتور، ولكن الظروف لا تبدو ملائمة لتحقيق ذلك، خاصة مع صعوبة الوضع الاقتصادي، ونذر توترات اجتماعية قادمة، واتساع دائرة المعارضة السياسية بسبب غياب أي معالجة جدية للمطالب الشعبية المتزايدة. ومع تأجيل الانتخابات في ليبيا لأســباب سياسية بالأساس، وعجز المؤسسات القائمة ومختلف المكونات السياسية عن الالتزام بتعهداتها وبمخرجات الاتفاقات الســابقة، بدأت مؤشــرات عودة حالة الانقسام تلوح في الأفق. وإذا لم تتمكن الأطراف الدولية الداعمة والراعية للحل السياســي من ممارســة ما يكفي من الضغوط لتنظيم الانتخابات في غضون الأشــهر القليلة القادمة، فإن الشــقة بين الفرقاء ستتســع، وربما تســود حالة عدم الاستقرار مجددا في ليبيا وفي المنطقة بشكل عام.

63

Made with FlippingBook Online newsletter