2021تسويات ومصالحات

للمنتجات الإعلانية، وسلعةٍ تُباع لشركات الإعلانات والمُعلنين. وهذا ما يُفسّر لهذه المنصات، مثل شركة فيسبوك وأخواتها، " المصالح أوّلا " نزعة أو سياســة لخدمة المؤسســة وتعزيز نفوذها التجاري والاقتصادي على حســاب المصالح أو الاحتياجات الاتصالية والإعلامية والثقافية للمســتخدمين. كما يُفسّر سياسة الترويــج والتســويق للأطروحات التي تُعظّــم هذا النفــوذ، والتضييق على ما يعارضهــا، وحذف أو حجب الرأي الآخر والتشــويش عليه، الأمر الذي حوّل شــبكات التواصل الاجتماعي إلى وسائل خادمة لمصالح ذوي النفوذ ورغبات وإرادة الاستشــارات السياســية. كان ذاك واضحا في ســياق هبة القدس، حيث كانت تلك الشبكات تجتهد في محاصرة الرواية الفلسطينية للأحداث والتضييق عليها، وفي الوقت نفسه تعمل على ترويج رواية الاحتلال الإسرائيلي. لقد بَنَى فيسبوك مثً خوارزميات تحذف عددا كبيرا من مشاركات المستخدمين الفلسطينيين التي تحتوي على مصطلحات بعينها، مثل: حماس، القسام، الجهاد، ضد " قمعًــا وتمييزًا عنصريّا رقميّــا مُمَنْهَجًا " الســرايا، وهــو ما اعتبره البعض الفلســطينيين تُستخدَم فيه هندســة الخوارزميات لمساعدة إسرائيل في محاصرة الرواية الفلســطينية للأحداث ومنعها من الانتشــار. وبينما تحظر شركة فيسبوك وتُغلق عشــرات الحســابات والصفحات والمجموعات الفلســطينية بسبب ما تزعمــه تحريضًا على العنف وترويجًا لأطروحــات وخطاب فصائل المقاومة، تتناســل صفحاتٌ ومجموعات إســرائيلية يمينية تمارس العنف والتحريض ضد مؤشــر العنصرية والتحريض في شبكات التواصل " الفلســطينيين. وتشير نتائج إلى أن معظم الخطاب العنيف ضد الفلسطينيين (بنسبة " الاجتماعي الإسرائيلية %) يوجد على شــبكة فيســبوك، حيث ارتفع عدد الصفحات والمجموعات 82 اليمينية التي تحرض على الوجود الفلسطيني ونضاله لإجلاء الاحتلال الإسرائيلي قد لاحظت في أحد " شــبكة السياسات الفلســطينية " واســتعادة أرضه. وكانت ) أن فيســبوك أكثر منصة ينتشــر فيها التحريض ضد 2019 تقاريرها (مايو/أيار .% 16 %، متبوعًا بموقع تويتر بنسبة 66 الفلسطينيين بنسبة وقــد وفّرت منصة فيســبوك مجالا عامًا رقميّا لجماعــات اليمين المتطرف من أجل نشر أفكارها وحملاتها العنصرية والقومية دون تنقيح. كما عززت حضور تلــك الجماعات من خلال ترويج خطابها المبني على الخوف من المهاجرين،

83

Made with FlippingBook Online newsletter