2021تسويات ومصالحات

خاصة في أميركا وبعض الدول الأوروبية، ومشاركة الأخبار التي تنتجها المواقع المناهضــة للهجرة وعرضها ضمن تفضيلات الأخبــار، والتمييز ضد الأقليات الإثنيــة والدينية، خاصة المســلمة، في الهند والصين وميانمار، ونشــر الأخبار المضلّلة والمزيفة والمعادية للإسلام والمسلمين. في مناسبات مختلفة، كان أبرزها الفضيحة " المصالح أوّلا " وقد برزت سياســة . 2018 في العام " كامبريدج أناليتيكا " التي ارتبطت بشركة الاستشارات السياسية فقــد أظهرت تحقيقات وتقارير ودراســات كثيرة تلاعب المؤسســة بتوجهات استحقاق انتخابي في 200 الناخبين في دول مختلفة، حيث عملت في أكثر من أنحاء مختلفة من العالم (أميركا، بريطانيا، إيطاليا، كينيا، نيجيريا...) على تقديم خدماتها الدعائية. وتســتخدم هذه الشــركة المعلومات الشــخصية التي تحصل عليها من منصة فيســبوك دون موافقة المستخدمين، لتوظيفها في تصميم برامج يمكنها التنبؤ بخيارات الناخبين، في محاولة للتأثير على مواقفهم الانتخابية عبر الرسائل الموجهة. وإذا كانــت هــذه المشــكلات تُظهِر الخلــل الجوهري في النشــاط الاتصالي والإعلامي لشــبكات التواصل الاجتماعي ممثّلا في أَدْلَجَة الوســيط (منصات مُؤَدْلَجَــة)، فإنها تُبرِز أيضًا أزمةَ سياســةِ حالــة الضبط والتعديل الذاتي والعمل الانتقائــي لهيئة الإشــراف والرقابة على المحتوى في فيســبوك. ولعل ذلك ما من أجل ترميم " ميتا " دفع الشــركة إلى تغيير علامتها التجارية الشــاملة لتصبح أعطاب ســمعتها بعد سلســلة الفضائح والأزمات التي تورطت فيها. ويبدو أن هذه المشكلات ستتفاقم مع انفجار البيئة الاتصالية الرقمية في الأعوام المقبلة، وامتلاك الأفراد لأكثر من منصة رقمية خاصة (مكتوبة وســمعية وبصرية). فهذه لتعظيم " المصالح أوّلا " الشــركات العملاقة ستستمر في العمل بمقتضى سياسة ثروتها وتوسيع نفوذها وتمكين الأفراد من منصات رقمية دون رقيب، بما يفتح البــاب أمام فوضى التدفق المعلوماتــي خارج القواعد والمعايير الأخلاقية التي يمكنها أن تضبط السلوك الاتصالي في منصات الإعلام الاجتماعي. وهنــا، يصبح التفكير في مراجعة التشــريعات المحلية والدولية ضروريّا لإلزام هذه المنصات وكبرى شــركات التكنولوجيا بقواعد السلوك الاتصالي المنضبط بالمعايير الأخلاقية، لاسيما فيما يتعلق بمبادئ التمسك بالدقة والحقيقة والشفافية

84

Made with FlippingBook Online newsletter