Together Apart-(A)

كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيّته يخ محمد � يارا سامي الش ين � عضو الملتقى القطري للمؤلف

مؤلـم أن تحـبّ إنسـانًا، وتعيـشفكـرة أن تحـرم لقـاءه ثانيـةً، لتصبـح فيمـا بعـد سـيّد المتناقضـات وتكمـل طريقـك، وكأنّ رحلتـك بـدأت للتّـوّ، تـودّع نهـرًا مـن العـزاء يصـب فـي بئـر عـزاءٍ ثـانٍ، فـي جوفـك الـذي أصبـح يشـتعل كالقـشّ اليابـس، إذا مـا لامسـته لغـة النّـار، لأنّ الدّاليـة الّتـي كانـت تتكـئ علـى سـقياك ذبلـت، وهـا هـي علـى وشـك أن تسـتنزف الرّمـق الأخيـر فيهـا، لأنـك كنـت الاحتمـال الموجـود منـذ البدايـة علـى رصيـف الصّيـف والشّـتاء، ولـم تفـرّق بيـن ماهيّـة الاختـاف بينهمـا... هكـذا كانـت حالـة خالـد بعـد مـرور أسـبوعين، منـذ انقضـاء ذلـك اليـوم الذي خـرج فيه مـن منزلـه بعـد شـجار مـع زوجتـه حنـان، التـي لـم يعتـد أن يراهـا سـوى سـاعة واحـدة يوميّــا، بســبب انشــغاله الدّائــم فــي العمــل، ولقائــه الدّائــم بأصدقائــه فــي المقهــى، الذيـن اعتـادَ أن يذهـب بصحبتهـم حتـى فـي أيـام عطلتـه، بقصـد السّـياحة والسّـفر... لــم يكــن يلحــظ نقــوش الحــب علــى جــدران الحيــاة، والتــي تبرعمــت فــي الفطــرة البشــريّة، لكنّهــا تشــوهت حيــن بــدأت تنــزّ حبــر الألفــة بشَــوكةِ الفقــد، التــي تســتعر بصــراخ الجــراح والآلام، التــي أحدثــت ثقوبًــا فــي قلــب زوجتــه، التــي حاولــت أن تحفــر خطــوات السّــعادة بينهمــا، لتصــل ذبذبــات الوئــامِ إلــى ذهنــه، لكــن عــدم إدراكــه لهـذه الأمـور، خلـق فجـوةً مـن الرّوتيـن البـارد فـي حياتهمـا الزّوجيّـة، التـي باتـت تفتقـر إل ـى التفاهـم فـكلّ منهمـا رسـم صـورةً لشـريكه، عل ـى مـرآة الحل ـم، لكـنّ الصـورة بــدأت تتلشــى ليســتقر الظــلّ القائــم حاليّــا دون حــراك. ربّمـا لأنّهمـا لـم يمسـكا القلـم سـويّا، ليخطّـا الحكايـة مـن بدايـة السـطر الأوّل فـي سـفرِ الحي ـاة، ل ـذا أصبحـت حياتهمـا ت ـدور كبؤب ـؤ تائ ـهٍ فـي عي ـن الحقيقـة، كان خال ـد إنسـانًا يصـارع مـن أجـل البقـاء، دون أن يمن ـحَ فرصـة لذات ـه، كـي يأخـذ نفسًـا عميقًـا تتراشـق عبـرَهُ معانـي الرّحمـة والاهتمـام والحـبّ إلـى قلبـه تجـاه زوجتـه، التـي أصبحـت روحهـا محنّطـة، لذلـك نقلـت القطعـة النّاقصـة مـن صدرهـا لتكتمـل داخـل رأسـها،

98

Made with FlippingBook Online newsletter