ير لكم � عسى أن تكرهوا «كورونا» وهو خ عبد الفتاح خطاب كاتب وباحث لبناني
» دون سـابق إن ـذار، في ـروس مُسـتجد، COVID-19 فجـأة هب ـط علين ـا وب ـاء «كورون ـا المعلومـات عنـه قليلـة ومتناقضـة. ثـم انتشـر الوبـاء بشـكل سـريع ومذهـل كالنـار فـي الهشـيم فـي أرجـاء الكـرة الأرضيـة. تسـارعت الأحـداث، وتبـوأ الوضـع الصّحـي والطبّـي الصـدارة، وانتشـر القلـق والخـوف بيـن النـاس، ثـم جـاء الحجـر الصحـي المنزلـي تحـت شـعار «خلّيـك بالبيـت» ليفتـح فصـا جديـدًا لأول مـرّة فـي حيـاة كل شـخصفينـا. فــي بدايــة الأمــر، أصبــح الشــغل الشــاغل للجميــع اســتقبال الرســائل علــى وســائل التواصــل الاجتماعــي المختلفــة، وإعــادة إرســالها. تشــعّبت المواضيــع بيــن أنــواع المـآكل والسـوائل التـي تحـارب الفيـروس، أو تزي ـد المناعـة لمقاومتـه، مـرورًا بدرجـة الحــرارة التــي قــد تقتلــه أو تحــدّ مــن انتشــاره، وأنــواع الكمامــات الطبّيــة وإمكانيــة صناعتهـا منزلي ّـا، وأصن ـاف المطهـرات والمعقمـات وتحضيرهـا ف ـي المن ـزل، وأن ـواع الفحوصـات، وأخبـار شـتى متضاربـة عـن تصنيـع واكتشـاف أدويـة، أو إعـادة اسـتخدام أدويــة ســبق اســتخدامها فــي حــالات أمــراض وأوبئــة ســابقة. انغمسـنا جميعًـا فـي بحـر متلطـم متناقـضمـن المعلومـات والأخبـار والإحصـاءات، فيهـا الصحيـح وفيهـا المغالطـات والخرافـات، وقـد سـيطر الأمـر علـى يومنـا، منـذ أن نسـتيقظ وحتـى ننـام، ننتقـل مـن محطـة تلفزيونيـة إلـى أخـرى، ومـن موقـع إخبـاري إلـى آخـر. أرهقنــي الأمــر، أنــا الملتــزم بآيــة «فتبينــوا»، ومدمــن البحــث والاســتقصاء عــن صحّــة ودقّــة أي معلومــة، فكيــف إذا غرقــتُ فــي فيــضمــن رســائل المعلومــات و«الفيديوهــات» والروابــط الإلكترونيــة! ولأنّن ـا قـد نضـرّ ولا ننفـع، اقترحـت عل ـى الأسـرة والأصدقـاء وب ـدأت بنفسـي، عـدم التروي ـج للمعلومـات المغلوطـة عب ـر إعـادة نشـر أي معلومـة تتعل ّـق بوب ـاء كورون ـا
131
Made with FlippingBook Online newsletter