Together Apart-(A)

لأيـام عـدة. «ختامًـا أريـد أن أخبـرك أننـا بصـدد احتفاليـن كبيريـن؛ التخـرج مـن الجامعـة وزواجـك الميمـون فهنيئ ًـا لن ـا وهنيئ ًـا ل ـك مرتي ـن. دائمًـا تتفوقي ـن عل ـي. ول ـدي خب ـر آخـر لـك علـه يسـعد أيامـك. اتفقـت مـع والديـك ووالـدي بـأن أكـون حاضـرة لحضـور حفــل تخرجــك مــن جامعــة قطــر، فأنــت أعظــم خريجــة لــدي وســنحتفل حتمًــا بتلــك المناسـبة ونلتقـط العديـد مـن الصـور دون اعتـراض منـك أيتهـا العنيـدة التـي تكـره التقـاط الصـورة وبعـد مـرور أيـام ترسـلين لـي بحثًـا عـن الصـور. لاختصـار البحـث عنهـا، أرسـلت ل ـك ألبوم ًـا يح ـوي صـورًا عدي ـدة لن ـا من ـذ أن كن ـا صغـارًا. لا تقلق ـي ل ـن أريهـا لأحـد حفاظًـا علـى المعرفـة بيننـا وبينهـم. أرى ابتسـامتك مـن هنـا وأسـنانك الناصعـة أيضًـا علـى دعابتـي. ولكـن علـى غيـر العـادة لـم تكـن مهـا تبتسـم ولـم تغـدُ كذلـك فقـد خيبـت آمالهـا فربمـا يُلغـى حفـل التخـرج كحـال حفـل الزفـاف وحـال تذكـرة سـفر أختهـا وأخيهـا وحـال عمـل أختهـا أيضًـا، ولكنهـا تبسـمت لبرهـة فهـي فخـورة بأبيهـا بـل وخائفـة أيضًـا عليـه فهـو يعمـل دون كلـل أو ملـل كطبيـب جراحـة فـي قسـم الطــوارئ بمستشــفى حمــد ويتعــرض للعديــد مــن المخاطــر وفــرص الإصابــة بذلــك الفاي ـروس ال ـذي أصب ـح عـدو مهـا لتدمي ـره لحياتهـا وخططهـا أيضًـا». تنهــدت مهــا قليــاً وقــررت إكمــال مــا بدأتــه. «أراك قريبًــا يــا أختــي ودمــت بخيــر وأسـرتك الكريمـة قبـات وتحيـات للجميـع». سـمعت مهـا صـوت طـرق بـاب غرفتهـا فهمـت بطـي الرسـالة وخبأتهـا بمكانهـا، فقـد أخفـتسـر تلـك الرسـائل بداخلهـا. دخل والـد مهـا الغرفـة ليلقـي عليهـا التحيـة مـن بعيـد خشـية أن يصيبهـا «لا قـدر الله» فـي حالـة حملـه للفايـروس جـراء تعاملـه مـع المرضـى. تبسـمت مهـا وكأن وميـض نـور قـد أنـار عتمتهـا وأدركـت أن الامتنـان يكمـن فـي شـكر النعمـة فهـي مـا تـزال بجـوار مــن تحبهــم، بــل وتحــت ســقف واحــد، وفــي بلــد يرعــى أهلــه وزواره. تذكــرت مهــا كــم كرهــت أيــام الجامعــة والذهــاب كل يــوم دون رؤيــة عائلتهــا فتداركــت ســوء التفكيـر فـي الأمـر وعزمـت علـى قضـاء المزيـد مـن الوقـت بجوارهـم والشـعور بـدفء العائلـة. غـادر والدهـا الغرفـة بعـد أن سـرقهما الحديـث الشـيق قليـاً بعـد أن طلـب منهـا تحقيـق رغبتـه فـي الانضمـام إليهـم علـى وجبـة العشـاء. غابـت مهـا بذاكرتهـا قليـاً؛ كيـف حـان وقـت العشـاء؟ فقـد مضـى وقـت طويـل علـى وجودهـا بالغرفـة شـاردة بأفكارهـا. تناول ـت مهـا قائمـة المهـام الت ـي أوصتهـا بهـا سـارة لأن ـه حتمًـا ســتنجلي الغمــة وســيعود الوضــع أفضــل ممــا كان. أضافــت إلــى القائمــة مهــام لتغيي ـر ال ـذات واغتن ـام الفرصـة ف ـي تطوي ـر ال ـذات واكتسـاب المهـارات والتخطي ـط

25

Made with FlippingBook Online newsletter