Together Apart-(A)

يق النجاة � شباب في طر جنى محمود »2020 مشاركة في مسابقة «الأديب للشباب

هـا هـي العن ـود تجل ـس عل ـى رمـال شـاطئ الوكـرة ال ـذي يفي ـض جمـاً وحيوي ـة. لترمـي كل مـا يشـغل عقلهـا ويؤلـم قلبهـا فـي البحـر. ملمـح وجههـا تبتسـم وهـي تـرى الأطفـال يركضـون ويلعبـون. كـم تحـب العنـود مشـاهدتهم، فهـم يسـتمتعون باللحظــة الراهنــة بــكل حواســهم ولا يخيفهــم المســتقبل. وضعــت العنــود رأســها علـى الرمـال ولـم تهتـم إن كان ذلـك يمـ حجابهـا الأسـود وعباءتهـا الجديـدة بالرمـال. اسـتلقت لتسـمح للرمـال بـأن تسـرق طاقتهـا السـلبية. تمنـت روحهـا بـأن يبقـى الحـال جمي ـاً هكـذا، ولكـن مـا طعـم الدني ـا إن ذقن ـا حلوتهـا فقـط؟ التفت ـت العن ـود إل ـى يمينهـا وإذا بطفـل يفقـد وعيـه علـى المنـزل الرملـي الـذي قـام بصنعـه مع أبيـه. الأم تركـضصارخـة مرتعب ـة أكاد أن أشـعر برجفـة قلبهـا وسـرعة نبضات ـه! كان السـؤال الوحيـد الـذي يسـيطر علـى تفكيرهـا هـو «لمـاذا حصـل ذلـك؟». بعــد لحظــات وصلــت ســيارة الإســعاف. وقــد ظنــت العنــود بــأن الطفــل فقــد وعي ـه لأن ـه مري ـض أو أن ـه أصي ـب بضرب ـة شـمس. ذهب ـت مسـرعة نحـو الأم لتهـدئ مــن روعهــا. أتــى المســعف وأخــذ الطفــل مــن أمــه بســرعة واضعًــا كمامــة علــى وجهـه وقـام باصطحـاب كل مـن بقـرب الطفـل وبالتأكي ـد كان ـت إحداهـم العن ـود. أجبــروا جميعــا علــى وضــع الكمامــات وارتــداء القفــازات. وفــي طريقهــم للمشــفى قامـت العن ـود بسـؤال المسـعف وقال ـت: «مـاذا هن ـاك؟ ولمـاذا طلبت ـم من ـا وضـع الكمامـات؟» فقـال المسـعف: «بسـبب جائحـة فيـروس مـن فصائ ـل الكورون ـا ال ـذي فـي الصيـن وهـو سـريع الانتشـار. لقـد فحصنـا الطفـل 2019 بـدأ انتشـاره منـذ نوفمبـر وكمـا توقعن ـا أن ـه مصـاب بذل ـك الفي ـروس. وللتأكـد مـن صحتكـم يجـب وضعكـم فـي الحجـر الصحـي لمـدة أربعـة عشـر يومًـا». ذهل ـت العن ـود عندمـا سـمعت بذل ـك وقام ـت عل ـى الف ـور بالاتصـال بأمهـا وأخيهـا لتخبرهـم القصـة بأكملهـا. هـا هـي العنـود تجلـسفـي غرفـة الحجـر الصحـي لمـدة أربعـة عشـر يومًـا، والبارحـة

27

Made with FlippingBook Online newsletter