Together Apart-(A)

الدمـوع علـى هاتفـه فيمسـحها. تسـاءلت العنـود وقالـت: «مـاذا تفعـل يـا تميـم ومع مـن تتكلـم؟» فأجـاب قائـاً: «أخبـر أصدقائـي بإلغـاء رحلتنـا إلـى لنـدن» قالـت الأم: «آه يـا بنـي كـم يصعـب علـي رؤيتـك وأنـت تقـوم بإلغـاء رحلتـك التـي حلمـت بهـا، رضـيالله عنـك. سـيعوضكالله بشـيء أجمـل مثـل نقـاء نيتـك البيضـاء هـذه». خيـم الحـزن عل ـى المنـزل ومـن بداخل ـه. أت ـت الأم ووضعـت يدهـا عل ـى رأس تميـم قائل ـة: «ي ـا بن ـي، الأحـام لا تتحقـق دائمًـا. وأحيان ًـا يجـب علين ـا أن نضحـي بالعدي ـد مـن الأمــور الت ـي نحبهــا لنعي ـش بسـام. فخذن ـي مث ـاً ي ـا بن ـي، لق ـد ضحي ـت ب ـكل شـيء لإسـعادكم». قبـل تميـم رأس أمـه وبعـد أن ارتـاح قليـاً ذهـب ليسـاعد أبـاه فـي إرجـاع حقائبـه للمنـزل ولكـن أبـاه لـم يسـمح لـه بذلـك لأنـه يعلـم مـدى صعوبـة ذلـك عليـه، ولمـا كانـت حالـه عليـه. فـي الصبـاح، اسـتيقظت العنـود لتطمئـن علـى تميـم. طرقـت بـاب غرفتـه فسـمح لهـا بالدخ ـول وقال ـت: «كي ـف حال ـك الآن ي ـا أخ ـي؟». ف ـرد قائ ـاً: «الحمـد لل ـه، أفضـل بكثيــر. لقــد أتيــتِ فــي الوقــت المناســب، أريــد أن أخبــرك بقــراري الجديــد وأتمنــى أن تسـاعديني فـي ذلـك يـا العنـود». فقالـت: «بالطبـع، تفضـل عسـاه خيـرًا». فقـال: «لقـد قـررت أن أتـرك عادتـي السـيئة، عـادة التدخيـن. فبعـد أن سـمعت بخبـر وجـوب البقـاء فــي المنــزل أردت أن أســتغل هــذه الفرصــة بطريقــة ســليمة. وأن أنســى مشــاعري وأفكـر بعقلـي رغـم إدمانـي للتدخيـن. أريـد أن أواجـه هـذه الصعوبـة وهـذا التحـدي بجـدارة وبقـوة. وأريـدك أن تسـاعديني بالبقـاء فـي المنـزل لكيـا أشـتري علبـة سـجائر جديـدة وأريـد منـك أن ترمـي علبتـي القديمـة». بـدأت دمـوع العنـود تنـزل علـى خديهـا كأنهــا قطــرات مطــر ولــم تســتطع قــول شــيء مــن فــرط ســعادتها بســماع تلــك الكلمــات مــن تميــم. ضمتــه بقــوة وأومــأت برأســها وكأنهــا تقــول لــه بالطبــع سأســاعدك. بعــد يــوم مــن قــرار تميــم اســتغلل الحجــر المنزلــي لوقــف عادتــه الســيئة؛ عــادة التدخيـن، اسـتيقظت العنـود وهـي مـا تـزال تفكـر فيمـا قـال لهـا تميـم البارحـة. لقـد تأثـرت كثيـرًا بمـا حـدث لـه وقـررت أن تفيـد غيرهـا مـن خـال كتابـة قصـة قصيـرة عـن تميـم وعمـا حصـل لـه لتقـوم بنشـرها. وبعـد انتهائهـا مـن القصـة اسـتأذنت تميمًا أن تنشـر قصتـه. بالتأكيـد سـمح لهـا وأعجبتـه الفكـرة كثيـرًا. وأعجـب بكيفيـة اسـتغلل العنــود لموقــف كهــذا للتأثيــر علــى الآخريــن لتقليــل انتشــار الفيــروس ولاســتغلل الحجـر المنزلـي للتخلـصمـن العـادات السـيئة. وقـال لهـا: «لقـد اسـتغل بعـض النـاس

29

Made with FlippingBook Online newsletter