يومًـا... حمايـة لكـم وللمجتمـع... لا يعنـي 14 «أنتـم هنـا فـي ضيافـة إجباريـة لمـدة وجودكــم هنــا أنكــم مصابــون بالفيــروس أو أصحــاء... أنتــم هنــا كإجــراء احتــرازي ووقائــي، ســتخضعون كل فتــرة لتحاليــل للتأكــد مــن خلوكــم مــن المــرض، مــن يثبـت إصابتـه سـيتم علجـه... ومـن يثبـت سـامته سـيغادرنا بعـد أسـبوعين، بعدهـا يومًـا أخـرى... لتعلمـوا 14 سـيتعهد بالمكـوث فـي منزلـه دون الاختـاط بآخريـن لمـدة أن أي إجـراءات علين ـا تحملهـا مـن أجـل سـامة المجتمـع... مـن أجـل قطـر». قــال كلمتــه الأخيــرة بتأثــر شــديد هزنــا جميعًــا مــن الداخــل... قبــل أن أحــاول مقاطعتــه: دكتــور عبــد العزيــز أنــا الدكتــورة نــوف عبــد الله، وتخصصــي يمكــن أن يفيــد فــي... قاطعنـي بحـزم: أعـرف ذلـك لكنـك سـتخضعين للعـزل الصحـي، ولـن يكـون بمقدورك المشـاركة فـي أي مهـام أخـرى... فقـط الالتـزام بالتعليمات. قلت بحماس: ولكن... واجبي... قاطعن ـي مـرة أخـرى وهـو يشـير بسـبابته نحـو شـفتيه فـي علمـة بعـدم الحدي ـث موجهًـا كلمـه للجميـع: سـنكون فـي خدمتكـم أطبـاء وطاقـم تمريـض وضيافـة، والتواصـل هاتفيّـا لطلـب الخدمـة، وسـتحتفظون بأرقـام هواتفهـم الخاصـة، ولكـن عليكـم التحل ـي بالمسـؤولية واحت ـرام خصوصي ـة الخاضعي ـن للعـزل بعـدم نشـر أي ـة أخب ـار أو صـور لعـدم إث ـارة البلبل ـة والفـزع فـي نفـوس أفـراد المجتمـع. قـال عبارتـه الأخيـرة ووجـه فريقـه لاصطحـاب كل منـا إلـى غرفتـه لاسـتكمال بقيـة تعليمــات الوقايــة والأمــن... كانــت ليلــة طويلــة وشــاقة... لــم تحتمــل أكثــر مــن مكالمـة لطمأن ـة أم ـي وجدت ـي قب ـل أن أستسـلم للن ـوم العمي ـق. يوم الثاني � ال يها � جدتي التي اشتقت إل الأمطــار طرقــت زجــاج نافذتــي، تغســل الشــوارع وتمــ الدنيــا أمــاً وتفــاؤً بــزوال تلـك الغمـة... أشـعر بالتفـاؤل... وسـعدت بـأن يكـون أول تحليـل لـي سـلبيّا... أنـا غيـر مصابـة بالفيـروس حتـى الآن علـى الأقـل... ولكـن سـعادتي منقوصـة لأنـي لـم أرَ تلـك النتيجـة فـي أعيـن جدتـي... كنـت سـأقبل يدهـا، وسـتربت بيدهـا الحانيـة علـى ظهـري لتمنحنـي السـكينة.
51
Made with FlippingBook Online newsletter