Together Apart-(A)

بيـن يـدي ينشـدون لـي أغنيـات المحبـة... يتحركـون فـي منزلنـا كفراشـات تحـوم مـن هنـا وهنـاك... خالـد مـا رأيـك أن نخطـب لـك ابنـة عمـك صالـح؟ فتـاة جميلـة وذكيـة وسـمعتها تسـابق الريـح، الـكل يتمنـى الارتبـاط بهـا وأنـت ولـد عمهـا أولـى بهـا مـن غيـرك؟ أومـأ خالـد رأسـه خجـاً قائـاً: أمـاه الـرأي رأيـك، أنـا حاضـر بمـا ترغبيـن فيه... نهضـت الأم وهـي تطلـق بفـرح زغـرودة العرائـس: إذن يـا بنـي غـدًا نـزور بيـت عمـك لخطبتهـا وتراهــا النظــرة الشــرعية... تدخلــت نــورة فــي منتصــف الحديــث قائلــة: وأنــا أيضًــا سـأنظر إليهـا النظـرة الشـرعية وقهقهـت بصـوت عـال... رمقهـا خالـد بنظـرات غضـب مردفًا: نــورة رويــدك ألســت معهــا بالجامعــة، مــا النظــرة التــي ترغبيــن فيها؟ نزلــت تلـك العبـارة كأنهـا صفعـة مدويـة علـى خدهـا الناعـم، لكنهـا لـم تبـال لأنهـا سـتفرح قريب ًـا بأخيهـا الجمي ـل. فــي اليــوم التالــي اســتعدت أم خالــد، ولبســت أجمــل مــا لديهــا، تعطــرت بالبخــور ودهـن العـود ول ـم تن ـس خال ـدًا العري ـس وزوجهـا مـن روائ ـح البخـور الطيب ـة، كان ـت قــد اشــترت باقــة ورد جميلــة محاطــة بالشــوكولاة الفاخــرة. وصلـت عائلـة خالـد إلـى بيـت العـم المجهـز بأطيب أنـواع الضيافـة واسـتغرق الحديث عــن خالــد وعملــه وشــخصيته ورغبتــه فــي الاقتــران بابنــة عمه «العنود»... ينتهــي الحديـث بموافقـة مبدئيـة مـن الأم والأب وصـار الـكل يترقـب النظـرة الشـرعية. تذهـب أم العنـود كـي تحضـر ابنتهـا. دقائـق وتنـزل مـن السـلم العلـوي... مـا أجملها مـن لحظـات... هـو ينظـر إليهـا فـي خجـل يسـترق النظـرات مـن هنـا وهناك كـي يطيل النظـر إليهـا، يقـول فـي نفسـه لقـد كبـرت وصـارت حوريـة مـن حوريـات البحـر مـا زلـت أذكرهــا وهــي تجــري فــي الحــي بفســتانها البنفســجي تحمــل فــي حقيبتهــا حلويــات كثيـرة لصديقاتهـا وكل مـن يصادفهـا فـي الطريـق. تدخـل العنـود وعيناهـا لا تفـارق قدميهـا ينظـر إليهـا خالـد ويحييهـا، تبتسـم ويبتسـم تحـوم درجـات القبول مـن الطرفين. ثـاث دقائـق فقـط تكفـي لكـي تخـرج العنـود وقـد احمـر وجههـا خجـاً. لـم تتمالـك نفسـها ذهبـت مسـرعة إلـى غرفتهـا وظلـت تتنهـد بأنفـاس متسـارعة، اقترب ـت مـن نافذتهـا المطلـة علـى الفنـاء الخارجـي لمنزلهـم حيـث بإمكانهـا رؤيـة خالـد مـن بعيـد وهـو يخـرج مودعًـا أهلهـا.

74

Made with FlippingBook Online newsletter