العدد الرابع من مجلة لباب

103 |

من الانبعاث إلى الإنكار 1839-2019 صراع الهوية في جنوب اليمن

ــا ً أدت إلــى المنــاداة بالانفصــال فقــد كانــت رد فعــل علــى تجــاوزات لــم يكــن ممكن ردعهـا دون فعـل صـادم وصـوت مسـموع، أو انحـراف نحـو إنـكار الهويـة اليمنيـة الـذي تبنــاه “المجلــس الانتقالــي” الــذي اســتولى علــى العاصمــة المؤقتــة عــدن بالانقــ ب ا ف ـي اليم ـن. ّ ً المدعـوم م ـن دول التحال ـف المتدخل ـة عسـكري . إنكار الهوية: من الهوية اليمنية إلى الهوية الاستعمارية 2.4 ــا “المجلــس الانتقالي-الجنوبــي” بمعنــى أنــه “غيــر يمنــي” كمــا ً تبنــى هــذا الاتجــاه علن القــوة العســكرية فــي تنفيــذه، ويســجل فــي خطاباتــه وإعلاناتــه ً يتفاخــر مســتعم وتصريحاتــه وبيانتــه مطلــب اســتعادة الدولــة باســتدعاء الهويــة الاســتعمارية الطارئــة لاسـتعادة “دولـة الجنـوب العربـي”، ويسـتهدف هـذا التبنـي “الهويـة اليمنيـة” بإنكارهـا وإلغائهـا مـن مشـروع الدولـة المزمـع إنشـاؤها، وتحـت هـذا العنـوان تم إعـادة اسـتعمال اسـم “أ- الجن ـوب العرب ـي” بإحي ـاء الهوي ـة الاسـتعمارية الطارئ ـة، و”ب- ف ـرض الأمـر الواقــع بالقــوة العســكرية”، وكل هــذا لــه علاقــة بــ”ج- الدعــم الخارجــي لإعــ ن الانقــ ب وإنــكار الهويــة”. أ- “الجنوب العربي”: أزمة هوية للتنويـه، فـإن اسـم “الجنـوب العربـي” ليـس لـه حضـور فـي تاريـخ اليمـن وإنمـا هـو إرث لت بريطاني ـا “اتح ـاد إم ـارات الجن ـوب َّ حينم ـا ش ـك 1959 اس ـتعماري يع ـود إل ـى الع ـام ، تقــرر تبديــل 1962 ، “وفــي شــهر أبريل/نيســان 1959 فبراير/شــباط 11 العربــي” فــي الاسـم إلـى “اتحـاد الجنـوب العربـي” وذلـك قبـل دخـول مسـتعمرة عـدن فـي الدولـة .)68(1963 ) الت ـي تأخـر انضمامهـا إل ـى الع ـام 67(” الاتحادي ـة وتحـت هـذا العنـوان يحـرص المجلـس الانتقالـي علـى إبـراز “تسـمية الدولـة” المأمولـة بصيغتهـا الاسـتعمارية، ووصـف السـلطة الشـرعية التـي يرأسـها جنوبـي ومعـه جنوبيـون

Made with FlippingBook Online newsletter