| 148
). كمــا أوضــح 42(” الســلطة السياســية للإعــ م تزيــد مقابــل انتهــاك حريــة الإعــ م ـل ف ـي توسـيع مس ـاحة انتق ـادات َّ أن الإع ـ م الرقم ـي ق ـد أف ـرز اتجاه ـن، الأول: يتمث ـل ف ـي تس ـريع غضـب الس ـلطة السياس ـية، َّ الجمه ـور وتوس ـيع وصوله ـا، والثان ـي: يتمث ـل السـلطة. ويمكـن للتصريحـات المعاديـة َ ب ِ مـا أدى إلـى تنامـي خطـاب الكراهيـة مـن ق مهـا عبـر وسـائل ِّ ضخ ُ لوسـائل الإعـ م، ولاسـيما عندمـا تسـتغلها شـخصيات سياسـية وت ا، أعـرب مجلـس حقـوق ً التواصـل الاجتماعـي، أن تطـرح إشـكاليات فعليـة. ومؤخـر الإنســان التابــع لــ مم المتحــدة عــن قلقــه إزاء الحــالات التــي يعمــد فيهــا سياســيون ومسـؤولون حكومي ـون و/أو سـلطات حكومي ـة إل ـى تشـويه صـورة وسـائط الإعـ م أو ض الصحفيـن للتهديـد والعنـف، ويقـوض ثقـة ُّ ترهيبهـا أو تهديدهـا، ممـا يزيـد مـن تعـر الجمه ـور ف ـي مصداقي ـة الصحاف ـة. والجـزر بـن كل مـن مؤسسـات وأهل الإعـ م الجديـد ومسـتخدميه ِّ فـي ظـل منـاخ المـد والسـلطة يبـدو المشـهد الإعلامـي العربـي رهينـة العشـوائية والانفـ ت والتناقضـات التي ـز العصـر الرقمـي؛ مـا يجعـل المجـال العـام العربـي سـاحة للصراعـات والاحتدامـات ِّ تمي والنزاعـات المسـتمرة بـن مناصريـن للسـلطة ومعاديـن لهـا وغيـاب شـبه تـام للمواطـن الع ـادي ال ـذي س ـئم م ـن ه ـذه الأج ـواء المش ـحونة وفق ـد الأم ـل والثق ـة ف ـي إمكاني ـة إيج ـاد مخ ـرج للأزم ـات. لذل ـك، يصع ـب استش ـراف الحال ـة الإعلامي ـة ف ـي العق ـود المقبلـة خاصـة فـي ظـل تشـبث السـلطة بمفهومهـا الأحـادي لـدور الإعـ م فـي التنميـة الديمقراطيـة والمشـاركة السياسـية لكافـة المواطنـن. إن جهـود السـلطة اليـوم فـي المنطقـة بشـكل رئيسـي فـي تقويـة الجانـب السـلبي للإعـ م الجديد عبر المسـاهمة ُّ العربيـة تنصـب فــي إنتــاج ونشــر خطــاب الكراهيــة وتدعيــم نظريــات المؤامــرة والدعايــة والتضليــل المعلوماتـي علـى حسـاب التعدديـة والمشـاركة السياسـية والانفتـاح الديمقراطـي.
Made with FlippingBook Online newsletter