العدد الرابع من مجلة لباب

15 |

الجيوبوليتيك الشيعي والمخيلة الجيوستراتيجية الإيرانية

علاقـات القـوة فـي جميـع أنحـاء العالـم. فعلـى سـبيل المثـال، يتمتـع الشـيعة فـي الخليـج العرب ـي بأهمي ـة جيوبوليتيكي ـة، وذل ـك لوقوعهـم عل ـى جغرافي ـا الطاقـة العالمي ـة، وهـو أم ـر حي ـوي لبق ـاء العال ـم ونم ـوه الاقتصـادي، وم ـن ث ـم م ـن الضـروري أخـذ التوزي ـع الجغراف ـي للشـيعة ومواقعهـم، وكذل ـك ن ـوع معتقداتهـم ف ـي الاعتب ـار، ويخل ـص إل ـى أن ظاه ـرة التش ـيع أصبح ـت ف ـي واق ـع الأم ـر مح ـور الكثي ـر م ـن النزاع ـات الإقليمي ـة والدولي ـة؛ إذ يقي ـم معظـم الشـيعة ف ـي مراكـز جغرافي ـة سياسـية حساسـة ف ـي العال ـم، ممـا منحهـم الق ـدرة عل ـى القي ـام ب ـأدوار مؤث ـرة، وذل ـك باسـتخدام الخلفي ـة التاريخي ـة .)1( الشـيعية وتوزيعهـم الجغرافـي ومراكـز قوتهـم مـن وجهـة نظـر جيوبوليتيكي ـة ــا آخــر للجيوبوليتيــك الشــيعي ً كمــا قدمــت الباحثــة الإيرانيــة، مايــل أفشــار، تعريف ، بعنــوان “الجغرافيــا السياســية الشــيعية”، 2004 فــي مقالــة نشــرتها فــي يونيو/حزيــران وأشـارت إلـى أنـه فـي مرحلـة مـا بعـد الحـرب البـاردة، بـرزت نظريـات نقديـة جديـدة، أخـذت تـدرس علـم الجيوبوليتيـك دراسـة نقديـة، “وبطـرح نظريـة صامويـل هنتنغتـون عــن صــدام الحضــارات، رأينــا عمليــة تســييس للهويــات الثقافيــة والإثنيــة والدينيــة ا ً ا مركـز ً ـل الأسـاس للهويـة الشـيعية، يمكـن اعتبارهـا إذ ِّ والجيوسياسـية، وبمـا أن إيـران تمث .)2(” للعال ـم الش ـيعي فـي حـن تحـدث الباحـث الإيرانـي، محمـد رضـا حافظ نيـا، عـن الجيوبوليتيك الشـيعي بقولـه: إنـه مفهـوم محـدد للبنيـة الإنسـانية والمجتمـع الدينـي الـذي لـه هويـة دينية شـيعية فـي العالـم، بمعنـى الصـراع الإنسـاني الشـيعي فـي العالـم، مـن أجـل إعـادة بنـاء الهويـة والتماسـك الدينـي علـى نطـاق عالمـي، وبنـاء المركزيـة الشـيعية فـي العالـم مسـتوحى ـا إلـى حساسـية الهيـاكل الإقليميـة ً مـن موقـع القيـادة الإيرانيـة؛ الأمـر الـذي أدى أيض المنافســة، وردود فعلهــا الحــادة علــى الهيــكل الشــيعي، ويبــدو أن التكويــن الشــيعي

Made with FlippingBook Online newsletter