| 164
لأن دراسـة التجـارب فـي أوج تفاعلاتهـا وإفرازاتهـا تحجـب الرؤيـة العقلانيـة الموضوعيـة ـع الـدلالات الجزئيـة التـي لا تعكـس بالضـرورة السـياقات والمسـارات ُّ وتسـقطنا فـي تتب الكليــة، وهــذا يعنــي الاعتــراف بــأن قراءتنــا الحاليــة تبقــى كذلــك ظرفيــة طالمــا أن حـراك المجتمعـات والظواهـر التـي تصاحبهـا لهـا أعمـار طويلـة تتجـاوز حـدود بضـع سـنوات فـي الغالـب كمـا هـي حـال العمـر الافتراضـي لتجـارب ثـورات الربيـع العربـي. ولعــل خصوصيــات التجــارب قــد تحيلنــا إلــى ذكــر بعــض العوامــل التــي صاحبتهــا وصنعــت خصوصيتهــا، ومنهــا أن: - النظـم الإعلاميـة الموجـودة انعـكاس للنظـم السياسـية، فهنـاك فـرق كبيـر بـن نظـام سـلطوي ونظـام ليبرالـي ونظـام مختلـط وحتـى النظـم السـلطوية المتشـابهة قـد تختلـف معالجتهــا الإعلاميــة بحســب تقاليدهــا المتبعــة ونمــط الســقف المتــاح والمعتمــد فــي التعاطـي مـع الشـأن الداخل ـي والخارجـي. ومــن هنــا، نلاحــظ اختــ ف تعاطــي الإعــ م الرسمــي لــدول الربيــع العربــي مــع ا بــن الإعــ م الســوري والمصــري حيــث إن ً الاحتجاجــات، ويظهــر الفــرق شاســع الإعــ م المصــري عــاش اللحظــة وحــاول التعاطــي معهــا بالتماهــي بينمــا الإعــ م والتليفزيـون السـوري اسـتخف بعقـول النـاس وفـرض قـراءة واحـدة، قـراءة المؤامـرة، إهمـال بـل وقمـع أهـم عنصـر فـي الإعـ م وهـو البرمجـة التـي تعتبـر مهمـة فـي َّ هنـا تم إيصـال الرسـالة، فهـي “ذلـك الفـن الخـاص بالتصميـم والـذي يكـون موضوعـه إعطـاء )، ولـن يتأتـى ذلـك إلا بمحـاكاة الواقـع 12(” كل حصـة الفـرص الكافيـة للقـاء الجمهـور وعـدم إن ـكاره ب ـل الانطـ ق مـن الحقيق ـة لخل ـق وعـي مزي ـف. - نوعيـة مسـار الحـراك والتطـورات تفـرض تغطيـة إعلاميـة تتناسـب مـع طبيعـة صيرورة الأحـداث وم ـن ذل ـك اضطـرار القن ـوات والصحـف للتن ـازل عـن مصداقي ـة وكف ـاءة
Made with FlippingBook Online newsletter