| 170
- البحــث عــن إثــارة الشــارع بابتــزاز المشــاهد وعــرض تماثــل فــي مقارنــة مســتفزة، وهـذا مـا يرتبـط عـادة بمـدى مناعـة المتلقـي وقدرتـه علـى التعاطـي الحـذر والعقلانـي مـع الرسـائل وحتـى تقديـره لذاتـه وثقتـه بهـا؛ لأن “التقديـر القـوي للـذات يعـزز مقاومـة الدعايـة والإغـراء الشـكلي للخطـاب، وحتـى تمجيـد القيـم الغريبـة عـن أخـ ق الفـرد. ـا فريسـة للشـك والارتيـاب ً وبالعكـس، فـإن الأفـراد الأكثـر قابليـة للتأثـر يكونـون عموم سـواء عل ـى الصعي ـد الفكـري أم الوجـودي. إلا أن ـه ينبغ ـي توضي ـح أن التقدي ـر الق ـوي ـا بشـكل آلـي مـع المسـتوى الثقافـي الجيـد. وهـو يرتكـز علـى ً للـذات لا يكـون متلازم .)13(” عوامـل نفسـية ونفسـية-اجتماعية مترابطـة فيمـا بينهـا بطريقـة معقـدة ـت، ُّ - حالـة سـيولة فـي الأخبـار الصحيحـة والكاذبـة فـي ظـل عـدم القـدرة علـى التثب د فيتـم التضحيـة بأخلاقيـات المهنـة، ِ شـاه ُ وفـي نفـس الوقـت حتميـة المحافظـة علـى الم وهـذا مـا يدفـع بـدوره إلـى تمييـع المجتمـع الصحفـي كمصـدر للمعلومـة التـي تسـاعد المواطـن علـى اتخـاذ القـرار المناسـب فيرتبـك المواطـن ويحجـم عـن التدخـل وقـد يفضل ت ـرك المشـهد واله ـروب م ـن الأزم ـة. ويزي ـد م ـن تعمي ـق الأزم ـة أن الحصيل ـة المعرفي ـة للمواط ـن الصحف ـي الفاع ـل عل ـى ش ـبكات التواصـل الاجتماع ـي تتح ـول إل ـى جـزء ل ملامحهـا، َّ مـن التـأزيم؛ إذ “لـن تتولـد هـذه الحصيلـة المعرفيـة عـن فـراغ، بـل ستتشـك نتيجــة لصيــرورة التفاعــل الدائــم بــن ثقافــة المجتمــع الــذي تســتوطنه الجماعــات المتخيلـة وأفرادهـا، والتـي تؤثـر بدورهـا فـي الأنمـاط التـي تسـود علـى مسـتوى الفضـاء الاجتماعـي الرقمـي، والـذي سـينعكس لا محالـة علـى الأنشـطة والممارسـات المعرفيـة للجماعـات المتخيل ـة، والت ـي سينشـأ عـن حصيلته ـا النهائي ـة صب ـغ ممارسـات المواطـن الرقمـي العرب ـي بسـمات تجعل ـه يختل ـف مـن بقي ـة المواطن ـن الرقمي ـن الذي ـن يقيمـون .)14(” فـي فضـاء اجتماعـي آخـر
Made with FlippingBook Online newsletter