العدد الرابع من مجلة لباب

| 172

يعمـل بعقليـة إعـ م النظـام مثـل الانتقـال مـن التشـبيح للنظـام إلـى التشـبيح للأطـراف الداعمــة والممولــة. وبالتالــي، لــم يتحــرر الإعــ م المعــارض -إن صــح القــول- مــن عقليـة النظـام السـائدة وأعـاد إنتـاج نمـوذج مشـابه يعكـس بيئـة النظـام التـي نشـأ فيهـا. - مـع مـرور الوقـت، اشـتدت الفوضـى الإعلامي ـة وتوال ـت السـرديات غي ـر الواقعي ـة، تحـت شـعار المظلومي ـة، واضطـراب الخطـاب بشـأن الآخـر، وأدى تفاق ـم الوضـع إل ـى استسـهال التعاطـي مـع المعلومـة وتركيـز الإعـ م المتخنـدق فـي جبهـات الصـراع علـى الهجمــات المتبادلــة الدائــرة عليهــا، واشــتغل المجتمــع الصحفــي بالــرد علــى الآخــر ــق مــن أزمــة المجتمــع الصحفــي َّ لــت الخطابــات إلــى منابــر دعائيــة. وممــا عم َّ وتحو مـن الاصطفـاف ٍّ اضطـراب النظـرة تجـاه المؤسسـات والأدلجـة والتحيـز الفكـري فـي جـو والانقســام والتخويــن ممــا أدى بهــم لأن يفقــدوا توازنهــم العقلانــي داخــل الجماعــة فتطف ـو عل ـى الس ـطح صف ـات الجماع ـة عل ـى حس ـاب صف ـات الف ـرد، بحي ـث “ه ـذه الصفــات العامــة فــي الطبــاع المحكومــة باللاشــعورية الموجــودة فــي جميــع أفــراد كل ـا هـي التـي لهـا المقـام الأول فـي حركـة الجماعـات، فتختفـي ً أمـة بدرجـة واحـدة تقريب مقـدرة الأفـراد العقليـة فـي روح الجماعـة وتنـزوي بذلـك شـخصيتهم، وبعبـارة أخـرى .)15(” تبتلـع الخـواص المتشـابهة تلـك الخـواص المتغايـرة وتسـود الصفـات اللاشـعورية لـت إلـى مـادة دسمـة تضفـي شـرعية أقـوى َّ وكلمـا اشـتد النـزاع تراكمـت الأخطـاء وتحو للتعاطـي الإعلامـي الموجـه، فيكفـي دخـول عشـرات الآلاف مـن المقاتلـن مـن مختلف البلـدان لسـوريا لمحاربـة النظـام كـي يتحـرر الإعـ م الحكومـي ويجاهـر بـكل اطمئنـان علـى جنسـيات المقاتلـن ً بنظريـة المؤامـرة التـي تحـاك ضـد الوطـن، ويصبـح يركـز مثـ الأجانــب لاســتعطاف المشــاهدين واســتحضار مشــاعر الوطنيــة لكســبهم فــي صــف النظـام أو علـى الأقـل تحييدهـم مـن النـزاع، ونفـس الشـيء بالنسـبة للإعـ م المصـري

Made with FlippingBook Online newsletter