| 192
ذل ـك ف ـي ظـل المسـاعي الأميركي ـة بتقوي ـض ال ـدور الإيران ـي ف ـي الشـرق الأوسـط. وتزامنـت مـع التصعيـد الأميركـي تحـركات دبلوماسـية أميركيـة لتدويـل التصعيـد ضـد إيـران والتحـرك فـي أكثـر مـن اتجـاه ومحاولـة خلـق منـاخ دولـي ضاغـط علـى إيـران. ومــن هنــا، كان الخطــاب الإيرانــي ضــد المحــاولات الأميركيــة يجمــع بــن التهدئــة والتصعي ـد باس ـتخدام قوته ـا العس ـكرية لمواجه ـة أي اعت ـداء عليه ـا م ـن قب ـل الق ـوات الأميركيـة فـي المنطقـة وحاولـت مـن خـ ل إبـداء المرونـة اسـتمالة الجانـب الأوروبـي لجانبهـا مسـتغلة بذلـك الخلافـات الأوروبية-الأميركيـة لإحـداث خـرق فـي العلاقـات ب ـن الطرف ـن واسـتثماره لصالحهـا. وبن ـاء عل ـى ذل ـك، تب ـرز أهمي ـة الدراس ـة الت ـي تح ـاول الكش ـف ع ـن تصاع ـد الق ـوة الصلب ـة فـي طبيعـة التفاعـ ت الأميركية-الإيراني ـة ومحاول ـة التأثي ـر المتب ـادل فـي ظـل تصـورات بشـأن قـدرة كل طـرف علـى ردع الآخـر أو إرغامـه علـى الانصيـاع لرغباتـه لتحقيـق الأهـداف الاسـتراتيجية التـي يسـعى إليهـا الطرفـان. ولأهميـة هـذا الموضـوع، يمكـن صياغـة مشـكلة الدراسـة عل ـى النحـو الآت ـي: تعكـس تطـورات الأحـدث فـي منطقـة الشـرق الأوسـط بعـد تصاعـد التوتـر فـي العلاقـات الأميركية-الإيرانيـة وجـود خل ـل ف ـي هي ـكل بني ـة الق ـوة الضابط ـة لطبيع ـة العلاق ـات ب ـن دول الإقلي ـم وبالتال ـي مراهنـة كل طـرف علـى عامـل الوقـت للتغييـر فـي مـدركات الطـرف الآخـر لصالحـه وبمـا يحقـق أهدافـه ومصالحـه. ل التصعيــد ِّ وتنطلــق مقاربــة أبعــاد هــذه المشــكلة مــن خــ ل فرضيــة مفادهــا “يشــك الأميركي-الإيران ـي نقط ـة تح ـول ف ـي رس ـم مس ـارات التح ـولات الإقليمي ـة وف ـي بني ـة طبيع ـة التفاعـ ت الت ـي سـتجري ف ـي المنطق ـة بالت ـوازي م ـع إعـادة الانتشـار للق ـوات الأميركي ـة لاسـتعادة الت ـوازن الإقليمـي وممارسـة قوتهـا كمتغي ـر رادع مـن أجـل تحقي ـق
Made with FlippingBook Online newsletter