193 |
التجاذب الأميركي-الإيراني وتأصيل القوة المحورية في الشرق الأوسط
أهدافهــا”. ا مـع مـا تقـدم، سـيتم توزيـع هيـكل الدراسـة إلـى أربعـة محـاور، يركـز المحـور ً واتسـاق الأول علـى “بنـاء ديناميـات النهـوض لاسـترجاع النفـوذ فـي الشـرق الأوسـط”، ويبـرز المحــور الثانــي جهــود الفاعلــن الإقليميــن والدوليــن فــي “تحشــيد القــدرات الصلبــة كخيـار لتعزيـز العمـق الاسـتراتيجي فـي الشـرق الأوسـط”، أمـا المحـور الثالـث فيناقـش لاتهـا فـي بنـاء تـوازن النفـوذ الجديـد”، ويتنـاول ُّ “اتسـاع أعبـاء مسـارات الاحتـكاك وتمث المحـور الرابـع “معادلـة الاقتصـاد مقابـل الأمـن”. . بناء ديناميات النهوض لاسترجاع النفوذ في الشرق الأوسط 1 منــذ مطلــع التســعينات مــن القــرن الماضــي انفــردت الولايــات المتحــدة الأميركيــة بالهيمن ـة كقـوة خارجي ـة عل ـى منطقـة الشـرق الأوسـط عامـة ومنطقـة الخلي ـج العرب ـي خاصـة؛ وخـ ل هـذه الفت ـرة كان ـت ديناميكي ـة القـوة الإقليمي ـة فـي المنطقـة مسـتقرة عـن انتقـال الاهتمـام ً ا، إلا أن حـركات التغيي ـر واسـتمرار أزمـات المنطقـة فضـ ّ ً نسـبي الأميركـي خـ ل فتـرة حكـم إدارة الرئيـس السـابق، بـاراك أوبامـا، نحـو آسـيا، أنتجـت متغيــرات جيوبوليتيكيــة أســفرت عــن حــدوث تغيــرات جذريــة فــي طبيعــة القــوى الإقليمي ـة ف ـي الش ـرق الأوسـط تزامن ـت م ـع صع ـود دول الهام ـش أو الأطـراف عل ـى السـاحة الإقليميـة كإيـران، والدوليـة كروسـيا والصـن، فتركـت تأثيراتهـا علـى خريطـة عـن مسـتقبل ال ـدور الأميركـي ف ـي المنطق ـة. ً التحالف ـات الجدي ـدة فضـ وتســببت هــذه المتغيــرات فــي تغييــر ملامــح العلاقــات الإقليميــة فــي “الشــرق )؛ إذ فرضـت الجهـات الفاعلـة نفسـها علـى عمليـة صنـع القـرار الإقليمـي 1(” الأوسـط وم ـع تلاق ـي هات ـن الديناميكيت ـن يتط ـور هي ـكل جيوسياسـي جدي ـد ف ـي المنطق ـة ل ـه
Made with FlippingBook Online newsletter