197 |
التجاذب الأميركي-الإيراني وتأصيل القوة المحورية في الشرق الأوسط
ـا. ّ ً علـى إعـادة إحي ـاء اسـتراتيجيات التعـاون واسـترجاع النفـوذ دولي إن الطبيعـة الجيوبوليتيكيـة لمنطقـة الشـرق الأوسـط، ومـا تمتلكـه مـن مـوارد اقتصاديـة، وإمكاني ـات سياسـية، لا تت ـرك للفاعل ـن الدولي ـن فرصـة التخل ـي عنهـا، وكان ذل ـك السـبب الأساسـي لعـودة الولايـات المتحـدة للمنطقـة بعـد مـا كانـت بـدأت فـي تقليـص نوعــي وجوهــري لقواتهــا العســكرية، وقــد قامــت العــودة الأميركيــة للمنطقــة علــى :)11( مرتكزي ـن أساسـيي، همـا : أن الولايـات المتحـدة أرادت القيـام بـدور مركـزي فـي العالـم عبـر الوصـول لمناطـق ً أو اسـتراتيجية منـه كالشـرق الأقصـى، لكـن ذلـك لـم يكـن يتطلـب منهـا أن تترك الشـرق الأوسط. ــا: التحديــات القائمــة فــي الشــرق الأوســط ليســت محليــة، ولا تخــص المنطقــة ً ثاني وحدهـا فقـط، ب ـل هـي تحدي ـات ذات طاب ـع عالمـي تخـص الفاعل ـن الدولي ـن مثلمـا الفاعلــن الإقليميــن. ُّ ــم ِ ه ُ ت ـا كمحـرك أساسـي ً وهكـذا، اسـتمر مفهـوم المصلحـة بالنسـبة لل ـدول ومـا يعني ـه دوم فـي تفاعلاتهـا الخارجيـة، ومـن هـذا المنظـور، فـإن دراسـة السياسـة الخارجيـة الأميركيـة عـرف بــ”الاسـتراتيجية الكبـرى” ذات المناحـي الأمنيـة والاقتصاديـة، ُ ترتبـط بتطـور مـا ي فهـا دانيـال دريزنـر ِّ عر ُ والحفـاظ علـى المصـالح القوميـة ضمـن إطـار السياسـة الدوليـة، وي ) بـ”مخط ـط يح ـدد المصـالح القومي ـة للولاي ـات المتح ـدة وط ـرق Daniel W. Drezner( حـرص كل رؤسـاء الولايـات المتحـدة علـى َّ العمـل علـى تحقيقهـا والدفـاع عنهـا، وبـن .)12(” تطويـر اسـتراتيجياتهم، دون القطـع مـع التوجهـات الرئيسـية للدولـة عل ـى ذل ـك، يتضـح هن ـا أن رؤي ـة دونال ـد ترام ـب للاسـتراتيجية الأميركي ـة تجـاه ً بن ـاء : الع ـودة لخطـاب التف ـوق ً منطق ـة الشـرق الأوسـط تحكمه ـا أرب ـع ركائ ـز أساسـية، أو
Made with FlippingBook Online newsletter