201 |
التجاذب الأميركي-الإيراني وتأصيل القوة المحورية في الشرق الأوسط
المسـتهدف الرئيسـي مـن إظهـار قـوة الـردع العسـكرية الأميركيـة فـي المنطقـة، إلا أنهـا تحمـل رسـائل أخـرى موجهـة للمنافسـن مـن القـوى الدوليـة الصاعـدة تحذرهـم مـن .)23( المس ـاس بالمصـالح الأميركي ـة ف ـي المنطق ـة مـن هـذا المنطل ـق، يمكـن الق ـول ب ـأن إي ـران تتعـرض لضغـوط أميركي ـة غي ـر مسـبوقة؛ إذ تــوازت العقوبــات المتتاليــة التــي تفرضهــا الولايــات المتحــدة مــع قــرار التحشــيد العسـكري ضدهـا، علـى النحـو نفسـه هـذا الاسـتخدام الأميركـي للقـوة يشـير إلـى البقاء بالمعنـى المعنـوي للهيمنـة الأميركيـة فـي المنطقـة، وعلـى أسـاس هـذا الاسـتنتاج يمكـن ــا ً فهــم تهديــد إيــران باســتهداف القواعــد الأميركيــة القريبــة مــن حدودهــا وخصوص فـي منطقـة الخليـج العربـي، ورفـض طهـران الاسـتجابة لإشـارات الرئيـس الأميركـي، دونال ـد ترام ـب، للتف ـاوض، هـذا التصـور نفسـه يع ـود إل ـى اعتب ـارات عدي ـدة تتصـل برؤي ـة إي ـران للمسـارات المحتمل ـة للتصعي ـد الحال ـي مـع الولاي ـات المتحـدة، والخي ـارات .)24( المتاحـة أمـام الأخي ـرة ويبــرز فــي ســياق هــذه العلاقــات المتوتــرة بــن الطرفــن، حقيقــة اعتمادهمــا علــى ،)Geoconomics( ” الضغـوط الاقتصاديـة مـن خـ ل غلبـة اعتبـارات الجيوايكونومـك وهـي رؤيـة جديـدة فـي تفسـيرات الواقـع الدولـي تعطـي الأولويـة للعوامـل الاقتصاديـة، ـل جوهـر ِّ لا للعوامـل الأيديولوجيـة أو الإثنيـة أو الدينيـة ومـا سـواها مـن العوامـل التـي تمث المنظـور الجيوبوليتيكـي. ل محـور اهتمام ِّ إن الواقـع الاقتصـادي المحـض وعلاقتـه بالمـكان هـو المنظـور الـذي يشـك )، وهكـذا يعتبـر البعـض أن هـذا الأمـر جعـل إيـران مهيـأة للتعامـل مـع 25( هـذه الرؤيـة أشـكال مختلف ـة مـن اسـتخدام الق ـوة العسـكرية ضـد المصـالح الاقتصادي ـة للولاي ـات المتحـدة فـي منطقـة الخليـج العربـي خاصـة والشـرق الأوسـط عامـة متصلـة بتطـورات
Made with FlippingBook Online newsletter