203 |
التجاذب الأميركي-الإيراني وتأصيل القوة المحورية في الشرق الأوسط
أسـهمت فـي تشـكيلها جمل ـة مـن التوجهـات للسياسـة الخارجي ـة الأميركي ـة وأبعادهـا يه الأزمـة الداخلية ِّ سـم ُ ـا بمعالجـة مـا ت ً ـا ملموس ً ظهـر بالتناغـم اهتمام ُ الجيوبوليتيكيـة التـي ت فـي منظومـة مجلـس التعـاون الخليجـي عبـر الدعـوة إلـى تفعيـل مصالحـة بـن أطـراف ـا مقترحـات لهـا علاقـة بالاسـتراتيجية الأميركيـة الجديـدة والمدعومـة ً الأزمـة. تلـك أيض ــا لتعبيــر ً بقــوة مــن الســعودية وإســرائيل تحــت عنــوان عــزل إيــران فــي المنطقــة، وفق .)30( اسـتخدمه القائـم بالأعمـال الأميركـي فـي عمـان، بـول مالـك وهكـذا، يمكـن رؤيـة أنـه بالرغـم مـن وجـود العديـد مـن المؤشـرات التـي تطـرح رؤى متباينـة فـي إطـار تركيـز الاتجـاه بصعـود مظاهـر التوتـر الإيرانـي مـع الولايـات المتحـدة فـإن هنـاك مـن يـرى أن إيـران هـي المســــتفيد مـن خلـق حالـة عاليـة مـن التوتـر فـي المنطقـة مـن شـأنها إظهـار قدرتهــــا علــــى التأثيـر وإكســــاب خطـاب مســــؤوليها عـن توجيـه موجـة النقـد والاحتجــــاج ً مشــــروعية لـدى حلفائهـا فـي المنطقـة فضـ .)31( فــــي الداخـل لصـالح مواجهـة الخطـر الخارجـي إن دلالات سياســات الــردع بالنســبة للقــوة العظمــى تقــوم علــى افتــراض أنهــا لــن تدخــل فــي صــراع أو نــزاع إقليمــي إلا إذا كانــت مســتعدة وراغبــة وقــادرة علــى أن تداف ـع، أي عل ـى الأق ـل أن تح ـرم الق ـوة الإقليمي ـة م ـن تحقي ـق الانتصـار العس ـكري أو ـا. وفـي ضـوء ذل ـك، ّ ً ـا قوي ً السياسـي. وعلي ـه، تعمـل السياسـة الدفاعي ـة لتكـون رادع تلجـأ القـوة الإقليميـة إلـى إقنـاع نفسـها بـأن القـوة العظمـى إنمـا تمـارسخدعـة التهديـد ــا وأن تغييــر ذلــك الوضــع ســيكون ً ــا مكلف ّ ً ــا إقليمي ً دون التنفيــذ وأنهــا ســتواجه وضع .)32( ـا عل ـى نحـو غي ـر عمل ـي ً مكلف وتعتبـر إيـران أن الحشـد العسـكري المتزايـد الـذي تقـوم بـه الولايـات المتحـدة فـي منطقـة الشـرق الأوسـط يدخـل فـي إطـار الحـرب النفسـية بهـدف ممارسـة ضغـوط أقـوى عليها،
Made with FlippingBook Online newsletter