| 204
ووضعه ـا أم ـام خي ـارات مح ـدودة تدفعه ـا ف ـي النهاي ـة للاس ـتجابة لمطال ـب واش ـنطن المتعلقـة بإجـراء مفاوضـات جديـدة للوصـول إلـى اتفـاق يسـتوعب مجمـل التحفظـات بديهـا الولايـات المتحـدة حـول بنـود الاتفـاق النـووي الـذي انسـحبت منـه فـي ُ التـي ت عـن قضيتـي إنتـاج إيـران مـن الصواريـخ الباليسـتية، ً )، فضـ 33(2018 مايو/أيـار عـام واتهامهـا بالتدخـل فـي الشـؤون الداخليـة لـدول الإقليـم ودعـم “الإرهـاب”. ا فـي منطقـة ً وسـتزيد الولايـات المتحـدة مـن وجودهـا العسـكري فـي المنطقـة وتحديـد الخليــج العربــي وإعــادة الانتشــار كقــوة ردع تدعــم مــن فعاليــة تأثيرهــا مــن ناحيــة ). وبعب ـارة أخـرى، تعتم ـد إي ـران ف ـي رؤيته ـا لطبيع ـة الصـراع م ـع الولاي ـات 34( ثاني ـة المتحـدة عل ـى قناعـة صانع ـي الق ـرار الإيران ـي؛ إذ ي ـرى المرشـد الأعل ـى، السـيد عل ـي خامنئــي، “أن الاســتراتيجية الأميركيــة تجــاه بــ ده هــي “ممارســة الضغــط” لإنهــاك ـل هـذا الضغـط للوصـول إلـى ِّ الطـرف المقابـل، وأن التفـاوض “تكتيـك” أميركـي يكم ـا مـع الإدارة الأميركيـة، لأن لا فائـدة ً ا أن “إيـران لـن تتفـاوض مطلق ً الأهـداف”، مؤكـد ـا”. وأضـاف: “إن التفـاوض يعنـي المسـاومة والتنـازل ً لنـا ثاني ٌّ ولأنـه مضـر ً مـن ذلـك أو ـا: “إن المسـائل الأساسـية مثـل قدراتنـا الدفاعيـة غيـر قابلـة ً فـي بعـض القضايـا”، مضيف للتفـاوض”. وأوضـح أن “الطري ـق الوحي ـد لمواجهـة هـذا السـلوك هـو توظي ـف أدوات )، ومــن المهــم أن نشــير هنــا إلــى أن القيــادة الإيرانيــة 35(” الضغــط ضــد الأميركيــن تــدرك أهميــة التحــوط لمنــع حــدوث صــراع مــع الولايــات المتحــدة، لأنهــا ليســت بمأمـن مـن تأثـر علاقاتهـا بـدول الجـوار لاسـيما أن أغلـب الـدول المجـاورة لإيـران هـم حلف ـاء اسـتراتيجيون للولاي ـات المتحـدة وتشـترك معهـا ف ـي اتفاقي ـات أمني ـة.
Made with FlippingBook Online newsletter