العدد الرابع من مجلة لباب

209 |

التجاذب الأميركي-الإيراني وتأصيل القوة المحورية في الشرق الأوسط

علـى الشـرق الأوسـط، وتحديـد قدرتهـا فـي التأثيـر علـى أسـعار النفـط والغـاز العالميـة فـي ً بمـا يضـر المصلحـة الروسـية. ويمكـن -حسـب نفـس الرؤيـة- اعتبـار إيـران عامـ تحديـد قـدرة الولايـات المتحـدة علـى إعـادة تخصيـص مواردهـا للضغـط علـى روسـيا تســعى روســيا للإبقــاء علــى ّ ــم َ ــن ث ِ للدخــول فــي النظــام الدولــي الــذي تقــوده، وم إي ـران كق ـوة إقليمي ـة فاعل ـة لضمـان تحقي ـق مصالحهـا الخاصـة ف ـي مواجهـة الضغ ـوط الأميركيـة، وبالتالـي لا ترغـب روسـيا فـي دخـول إيـران مواجهـة عسـكرية مباشـرة مـع ). وه ـذا يعن ـي أن إي ـران تسـعى إل ـى المراهن ـة عل ـى كل م ـن روسـيا 46( ال ـدول الغربي ـة والصـن ف ـي مواجه ـة الضغ ـوط الأميركي ـة وتوظي ـف الخلاف ـات الصينية-الروسـية م ـع الولاي ـات المتحـدة م ـن أجـل تبن ـي مواق ـف لصالحه ـا وبالتال ـي زي ـادة الضغ ـوط ضـد الولاي ـات المتحـدة. ـا علـى ذلـك، يتضـح ممـا سـبق أن الإدارة الأميركيـة رأت “نجاحـات إيـران فـي ً وتأسيس تشـكيل نفـوذ ومشـاركة حقيقيـة بمصالحهـا وحلفائهـا وقدراتهـا والتمـدد فـي المنطقـة من اليمـن إلـى العـراق إلـى سـوريا ولبنـان وغـزة، واعتبـرت ذلـك نقطـة ثقـل اسـتراتيجي ل ظاهــرة يصعــب تجــاوز مواقفهــا ومطالبهــا ِّ للسياســة الإيرانيــة وأنهــا أصبحــت تشــك ل ظاهـرة دولـة إقليميـة عظمـى تتمـدد باسـتمرار ِّ ومصالحهـا، كمـا أنهـا أصبحـت تشـك ل َّ )، وهـذا فـي الواقـع مـا عج 47( وبقـوة تنافـس قـوة ونفـوذ إسـرائيل والولايـات المتحـدة بتعمـد الإدارة الأميركيـة رفـع منسـوب التصعيـد ضـد إيـران مـع احتماليـة أن يسـاعدها ذلـك علـى تمريـر الصفقـة الجديـدة، بمعنـى أدق يسـتدعي سياسـة “حافـة الهاويـة” التـي اتبعتهـا الولايـات المتحـدة فـي مواجهـة كوريـا الشـمالية والتـي أفضـت فـي النهايـة إلـى تسـوية للأزمـة بـن البلديـن برغـم عـدم الوصـول إلـى اتفـاق مـن أي نـوع. ويمكـن ضمـن هـذا السـياق فهـم تصري ـح الرئي ـس الأميركـي، دونال ـد ترامـب، عل ـى

Made with FlippingBook Online newsletter