العدد الرابع من مجلة لباب

21 |

الجيوبوليتيك الشيعي والمخيلة الجيوستراتيجية الإيرانية

وتخضـع لطاعتهـا الأمـة الإسـ مية، وتبسـط نفوذهـا علـى الجميـع، لا تلـزم نفسـها بـأي قانـون دولـي، ولا يعنيهـا حرمـة جـوار أو معاهـدة حـدود، فـ سـيادة تحـول دون فـرض م مصطلـح ِّ الأمـر الواقـع، ولا اسـتقلال يمنـع عبـور الولايـة إلـى الـدول الأخـرى. ويقـد تصديـر الثـورة دلالات أخـرى، فهـو مـرادف لكلمـة “الفتـح” فـي المفهـوم الإسـ مي، ـا مـن ً أي إعـادة فتـح بـ د الإسـ م وإخضاعهـا بالقـوة لحكـم الولـي الفقيـه، وانطلاق المهمـة الإلهي ـة المقدسـة الملق ـاة عل ـى عات ـق الول ـي الفقي ـه، ف ـإن إقامـة دول ـة الإسـ م النهـوض لتحقيقـه، ومـن واجـب َّ العالميـة ضـرورة شـرعية لازمـة، وهـدف واقعـي يتعـن الجمهوريـة الإسـ مية فـي إيـران أن تضـم إلـى أحضانهـا المسـلمي أينمـا كانـوا فـي هـذا .)6( العالـم، وتصديـر ثورتهـا إلـى كل أقاليمـه . نظرية دولة أم القرى 3.2 تشــير نظريــة “دولــة أم القــرى”، كمــا صاغهــا لاريجانــي، فــي كتابــه “مقــولات فــي الاسـتراتيجية الوطنيـة الإيرانيـة”، إلـى أن إيـران سـتكون مركـز العالـم الإسـ مي، ومـن ـا تك ـون ل ـه الس ـلطة والولاي ـة عل ـى ً ـل الدول ـة القائ ـدة الت ـي تف ـرز زعيم ِّ ث ـم فه ـي تمث ـا، علـى اعتبـار أن الديـن يقتضـي تشـكيل أمـة إسـ مية واحـدة، ً الأمـة الإسـ مية جميع واختيـار حكومـة لتمثيـل هـذه الأمـة، وعلـى هـذا الأسـاس ليـس مـن مصلحـة الأمـة ). وم ـن ث ـم ف ـإن 7( الإسـ مية أن تبق ـى متفرق ـة، لأن اله ـدف ه ـو الوحـدة الإسـ مية ــل ِّ ا للأمــة الإســ مية، وإن هزيمتهــا تمث ً انتصــار ُّ ــد َ ع ُ انتصــار “دولــة أم القرى-إيــران” ي ـا للأمـة الإسـ مية، فالحفـاظ علـى “دولـة أم القرى-إيـران” يعنـي الحفـاظ علـى ً انهزام نظــام الحكومــة الإســ مية، والــذي يشــمل كل أراضــي الدولــة الإســ مية الواحــدة، .)8( لت “دول ـة أم الق ـرى”، الت ـي سـتقود هـذه الأمـة َّ والت ـي بسـببها تشـك

Made with FlippingBook Online newsletter