223 |
دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا الاتحادية شراكة اقتصادية أم منافسة؟
مـا تسـعى إليـه القـوى الصاعـدة هـو إحـداث توازنـات اسـتراتيجية علـى مسـتوى العالم، ـا لتغيـر موازيـن القـوة، وانتقـال الثـروة مـن الغـرب إلـى الشـرق، فالصـن الطامحـة ً تبع ـا وللولاي ـات ً ـا للغ ـرب عموم ً ـا مقلق ً ل هاجس ِّ به ـدوء نح ـو الس ـيادة الاقتصادي ـة، تش ـك ـا للولايـات المتحـدة ودول الاتحـاد الأوروبـي إيقـاف ً ـا، ولـم يعـد ممكن ً المتحـدة خصوص الجمـوح الاقتصـادي للصـن، فالنـاتج المحلـي لهـا هـو الأكبـر فـي العالـم بمعيـار القـوة ــت أميــركا وجههــا فــي الأرض َ م َّ َ الشــرائية، وتمــد أذرعهــا هنــا وهنــاك، فأيــن مــا سـتجد الصـن أمامهـا. لهــذا، تــرى دول مجلــس التعــاون الخليجــي وروســيا أن هنــاك مســاحات واســعة للتعـاون والتنسـيق فـي كل المجـالات، علـى قاعـدة “رابح-رابـح”، ولـم تعـد العلاقـات الاقتصاديــة علــى قاعــدة “صفريــة”، فمــا تتــم خســارته فــي مجــال يعوضــه مجــال اقتصـادي آخـر، ممـا يفـرض انفت ـاح الـدول فيمـا بينهـا مسـتفيدة مـن الترتيب ـات الت ـي أنجزته ـا منظم ـة التج ـارة العالمي ـة ف ـي تنظي ـم العلاق ـات التجاري ـة. ـا طاقويـة وأمنيـة مـع روسـيا الاتحاديـة، ً وتتشـارك دول مجلـس التعـاون الخليجـي هموم م ـع اخت ـ ف ف ـي الهي ـاكل الاقتصادي ـة ودرجـة التن ـوع ومس ـتويات الاعتمادي ـة عل ـى عوائــد المــورد الطاقــوي، إلا أن الثابــت هــو عــدم قــدرة موازنــات هــذه البلــدان بمــا فيهـا روسـيا الاتحاديـة علـى التخلـي عـن إيـرادات النفـط والغـاز، وهـو مـا يدفـع جميـع هـذه البلـدان للبحـث عـن منافـذ وآليـات جديـدة لتعميـق التعـاون فـي ميـدان الطاقـة، وتجن ـب التناف ـس فيم ـا بينه ـا، والتش ـارك ف ـي الأس ـواق عل ـى قاع ـدة خصوصي ـة كل ســوق، والتــي تســتند علــى أبعــاد جيوســتراتيجية، فروســيا تعتبــر الأســواق الأوروبيــة ـا لهـا، وتحـاول أن تصـوغ فعلهـا السياسـي الخارجـي لتأمـن هـذه الأسـواق ّ ً حيوي ً مجـا أسـواق جنـوب شـرق آسـيا ودول الباسـيفيكي ُّ ـد َ ع ُ وإبعـاد المنتجـن للطاقـة عنهـا. فيمـا ت
Made with FlippingBook Online newsletter